جاءت عقوبات الاتحاد الدولي ''فيفا'' على الاتحاد المصري لكرة القدم والمتعلقة بحادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني في القاهرة عشية وصوله إلى القاهرة قبيل لقاء العودة من التصفيات المونديالية بين الجزائر ومصر، كإدانة صريحة لمصر واعتراف من لجنة الانضباط التابعة للفيفا بالاعتداءات التي تعرضت لها بعثة المنتخب الوطني في القاهرة,وبعيدا عن نوعية العقوبات في حد ذاتها (غرامة مالية ولعب مبارتين خارج القاهرة ب100 كلم)، فإن إدانة الحادث حتى ولو بفرنك فرنسي واحد هو فوز ثاني للجزائر ولأشبال سعدان والمناصرين في القاهرةوأم درمان ودحض للروايات المصرية الزائفة التي أطلقها إعلام ام الدنيا في حينها لتبريرالهزيمة والخروج من كأس العالم والتى إدعوا فيها بأن زملاء اللاعب المحترف زياني هم من تسببوا في إراقة دمائهم ''بأيديهم ''. الجزائر كسبت الاحترام وزاهر سقط في الحرام يرى المتتبعون لملف تصفيات كأس العالم 2010 أن العقوبات التي أصدرتها الفيفا في حق مصر وإن كانت بعيدة عما كان ينتظره الكثير منهم، شكلت فوزا أخلاقيا ثانيا للجزائر يضاف إلى الفوز الرياضي الاول الذي تحقق بعد التأهل وبجدارة وروح رياضية للخضر إلى ساحة الكبار في مونديال جنوب إفريقيا وخسارة أخلاقية ثانية للمشرفين على الكرة المصرية ومن حاك من قريب أو من بعيد سيناريوهات المرور بالفراعنة إلى كأس العالم عبر طرق غير رياضية بعد أن أدانتهم هيئة بلاتير بصحة الاعتداء على بعثة المنتخب الوطني وامام العالم الذي عبر عشية الاعتداء السافر على زملاء عنتر يحيى عن صدمته واستيائه الصريح من عدم تقديم الاعتذار في آوانه وعرض مسرحية ''شاهد ما شافش حاجة في الاعتداء'' على ملايين المشاهدين، لكن الكذب عمره قصير وتأشيرة الذهاب إلى بلاد نيلسون مانديلا والمشاركة في أكبر عرس كروي عالمي لا يمنح لمن لا يلتزم بالاخلاق الكروية ومن يعتدي على غيره جسديا ومعنويا و حضاريا. عقوبات بلاتير ''مفيدة''؟ والغريب في الأمر، تقلبات زاهر ومن سار في فلكه وعلى رأسهم أشباه الإعلاميين ''الابناء العاقين لأم الدنيا '' الذين كانوا السبب المباشر لما حدث يوم 12 نوفمبر، حيث خرجت الصحف المصرية أمس لتؤكد أن العقوبة التي سلطتها الفيفا على مصر مفيدة حسب قول رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر لأنها كادت أن تكون أكبر، مشيرة أن هيئة بلاتير اقتنعت أن حادثة الاعتداء نفذها ''بلطجية صغار'' بمعزل عن أي تدبير، رغم أن هذه الرواية ظلت ولعدة أشهر تسوق على أنها غير صادقة وأن زملاء شاوشي وراء ماحدث لحافلة المنتخب الوطني في طريقها من مطار القاهرة إلى فندق نوفمبيك,وهذا دليل أكثر من قاطع على نفاق وإدعاءات المصريين الزائفة قبل أن تدحضها العدالة الإلهية بتأهل الجزائر إلى المونديال في أم درمان ثم العدالة الإنسانية أول أمس بالادانة التي سلطتها الفيفا على الاتحاد المصري لكرة القدم. إغلاق ملف ''أم درمان'' إدانة أخرى من جهة أخرى فإن إقرار لجنة الانضباط التابعة للفيفا بضرورة إغلاق ملف ''الاعتداءات المزعومة بأم درمان'' والذي لوح به أبناء مبارك وزاهر وهلم جرا يمينا وشمالا إلى درجة تحويله ل''فزورة'' تحكى للمواطن المصري البسيط المغلوب على لقمة عيشه، أضحى ملفا فارغا لا يسمن ولا يغني من جوع لعدم استناده على أي دليل ثابت وصريح. ملف عن أنصار شبيبة القبائل..''شطحة'' زاهر المقبلة وفي سياق آخر يبدو أن إسم سمير زاهر سيرتبط بالملفات و''السيديهات'' التي يبرع في جمعها دون جدوى,وهذا بعد أن طالبته الصحف المصرية بإعداد ملف''ثقيل'' عن أنصار شبيبة القبائل خصم ناديي الأهلي والاسماعيلي المصريين في رابطة الأبطال الإفريقية استباقا لأي طارئ قد يحدث في المبارتين بالجزائر، حسب الصحف المصرية، التي بدأت في الترويج لفكرة أن أنصار الشبيبة معروفون ب''عنفهم''، مستندة إلى العقوبات الانضباطية التي سلطتها عليهم الرابطة الوطنية لكرة القدم، آخرها معاقبة الشبيبة بمباراة دون جمهور بعد رشق أنصارها لأرضية الميدان خلال مباراة شبيبة القبائل ووفاق سطيف، وهو الطرح الذي يعرف اهتماما إعلاميا مصريا متزايدا قد تكون له عواقب وخيمة، مادام أن الإعلام المصري كان ولايزال السبب المباشر لما حدث يوم 12 نوفمبر بالقاهرة وبعد يوم 18 نوفمبر عندما تهجم على رجال الجزائر وتاريخها بعد أن أخرج ''محاربو الصحراء'' ''فراعنة صحراء الجيزة'' من حلم التأهل للمونديال. فهل ستتكرر أخطاء ''المخلطين'' في مصر أو أن الدرس تم فهمه، لكن صعب حفظه مادام أصحابه لا يملكون شجاعة الاعتذار.