تصر حكومة إقليم كاتالونيا ذاتي الحكمي في شمال شرق إسبانيا على المضي قدما في خطة تنظيم الاستفتاء على الإنفصالي حيث من المقرر أن يتوجه غدا الأحد الناخبون في الإقليم إلى مراكز الإقتراع للإدلاء بأصواتهمي في تحد صارخ للحكومة المركزية بمدريد التي رفعت دعوى قضائية بعدم شرعيته, أدت إلى تعليقه من المحكمة الدستورية الإسبانية على اعتبار أنه "غير دستوري". وعشية إجراء الإستفتاءي قال رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي يوم السبت "لن يكون هناك استفتاءي حيث لايمكن لأي ديمقراطية أن تقبل انتهاك الدستور". وكان إقليم كاتالونيا قد أعلن في يونيو الماضي أن الأول من أكتوبر سيكون موعدا لإجراء الإستفتاء الشعبي بشأن الإستقلال عن اسبانيا. - مؤيدوا الانفصال يحتلون المدارس تمهيدا للإستفتاء- وفي تحد للحكومة الإسبانية التي رفعت دعوى قضائية بعدم شرعية الاستفتاء, وبناء عليها قضت المحكمة الدستورية بتعليق الاستفتاء على اعتبار أنه "غير قانوني", بدى الانفصاليون الكاتالونيون اليوم السبت مصممين على المضي قدما في تنظيم الاستفتاء و احتلوا عشرات المدارس التي تم اختيارها مراكز تصويت بهدف منع الشرطة من إغلاقها.وكانت السلطات في مدريد قد أمرت بضمان عدم السماح بإجراء الإستفتاءي ومنذ أيام تقوم الشرطة بمصادرة مواد خاصة بالإستفتاء مثل صناديق وأوراق الاقتراع فيما أمر المدعون بإغلاق مواقع انترنت مرتبطة بالاستفتاء واعتقال أعضاء رئيسيين من الفريق المنظم للعملية .والاربعاء الماضي أمرت محكمة الشرطة بمنع استخدام المباني الحكومية للتحضير و التنظيم للإستفتاء.وكان آلاف الكاتالونيين قد خرجوا أول أمس الخميس في مسيرة بشوارع برشلونة تطالب بدعم الاستقلال عن إسبانيا, بعد أن تحركت مدريد لعرقلة الاستفتاء على الانفصال عن إسبانيا على أثر طعن قضائي تقدم به رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي, أدى إلى تعليق الاستفتاء من المحكمة الدستورية في البلاد. -الآلاف يتظاهرون دفاعا عن وحدة اسبانيا- وفي المقابل إحتشد الآلاف في إحدى الساحات العامة بالعاصمة الإسبانية مدريد اليوم السبت للإحتجاج على عزم حكومة إقليم كتالونيا إجراء استفتاء بشأن انفصال الإقليم عن إسبانيا. واستنادا لوكالة الأنباء الإسبانية /في/, فقد ردد المحتشدون هتافات متعددة مثل "إسبانيا المتحدة لن ت هزم أبدا" و"بويجديمونت إلى السجن", في إشارة إلى كارلوس بويجديمونت رئيس اقليم كتالونيا, كما ردووا هتافات أخرى لدعم قوات الحرس المدني والشرطة المحلية الاسبانية. وأضافت الوكالة الإسبانية أن هذه التظاهرة دعت إليها (مؤسسة دينايس للدفاع عن الأمة الإسبانية), والتي احتشد فيها المعارضون للاستفتاء الانفصالي أمام بلدية العاصمة الإسبانية, وأدى تحرك اللاف من جميع أنحاء مدريد باتجاه ساحة سيبيليس إلى توقف الحركة المرورية بشكل مؤقت. وتعد هذه المسيرة المناهضة للإنفصال هي الأكبر التي يتم تنظيمها في مدريد منذ أن بدأت الدعوة إلى إجراء الاستفتاء في وقت سابق هذا العام... وكانت تظاهرات مشابهة قد نظمت في بلدات ومدن إسبانية أخرى. للتذكير فإن الحكومة الإقليمية التي تتولى السلطة منذ انتخابات نوفمبر 2012 و المدعومة من الحزبين الإنفصاليين الرئيسييني أجرت استفتاء غير ملزم على الإستقلال عام 2014 حيث صوت 80 بالمائة بنعمي فيما اعتبرت الحكومة الإسبانية أنه ليس من حق كاتالونيا دستوريا الإنفصال. تجدر الإشارة إلى أن منطقة كاتالونيا تعد أحد أكثر الأقاليم الاسبانية ثراء و هي منطقة صناعية و ذات نزعة إستقلالية وتعتز بهويتها و لغتها الخاصة. وأغلب سكان الإقليم يعيشون في عاصمته برشلونة التي تمثل مركزا اقتصاديا وسياسيا مهما فضلا عن انها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية كبيرة. وأدى تراجع الإقتصاد الإسباني في السنوات الأخيرة إلى تأجيج النزعة الإنفصالية في كاتالونيا حيث يعتقد الكثيرون أن الإقليم يدفع أكثر مما ينبغي لمدريد. وحصل اقليم كاتالونيا على الحكم الذاتي عام 1931 خلال الجمهورية الثانية الإسبانية, وتميزت هذه الفترة بالاضطرابات السياسية ثم علق العمل به بعد تسلم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحكم في عام 1936 وحتى وفاته في عام 1975. ومع ظهور الديمقراطية في اسبانيا بعد وفاة فرانكو أصبح لإقليم كاتالونيا البرلمان الخاص به مع حكم ذاتي واسع النطاق.