بدأت قوات حكومة الوفاق الوطنية الليبية فجر أمس عملية للسيطرة على قاعدة الوطية الجوية، التي تعد آخر موقع عسكري كبير للواء المتقاعد خليفة حفتر غربي ليبيا. وقال مصدر عسكري من قوات الوفاق للجزيرة إن هذه القوات التي انطلقت من مختلف المناطق العسكرية سيطرت على منطقة زرير في محيط قاعدة الوطية، متقدمة إلى بوابة القاعدة التي تمتد على مساحة شاسعة، وتقع على مسافة 140 كيلومترا جنوب غرب طرابلس. وأضاف المصدر أن قوات حفتر تحاول عرقلة تقدم قوات الوفاق بإطلاق قذائف الهاون، التي لم تسفر حتى الآن عن أي خسائر بشرية. وتابع أن طائرات حكومة الوفاق دمرت خمس عربات عسكرية، وأن الاشتباكات تدور بالأسلحة المتوسطة. وكانت وكالة الأناضول للأنباء نقلت قبل ذلك عن مصدر عسكري أنه جرى التمهيد للتقدم باتجاه القاعدة عن طريق القصف المدفعي. ضرب التحصينات ويأتي تقدم قوات حكومة الوفاق الليبية نحو قاعدة الوطية بعدما استعادت منتصف الشهر الماضي مدن الساحل الغربي؛ فانتزعت بذلك من حفتر كل مواقعه غربي البلاد باستثناء القاعدة ومدينة ترهونة. وبعد استعادة الساحل الغربي، أطلقت قوات الحكومة الليبية -المعترف بها دوليا- عملية عسكرية لاستعادة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، وتمكنت من السيطرة على مناطق قريبة منها. في التطورات الميدانية أيضا، أعلن الناطق باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو أن سلاح الجو التابع للحكومة استهدف عربة لمسلحين من قوات حفتر وشاحنة إمدادات قرب منطقة القريات (جنوب غرب العاصمة طرابلس). وقال قنونو إن قوات الوفاق منعت التحرك من دون إذن مسبق في المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى من ليبيا. وتأتي الغارات الجديدة في إطار عمليات جوية لقوات الوفاق لقطع الإمدادات التي ترسل إلى قوات حفتر في مدينة ترهونة. من جهة أخرى، قالت مصادر محلية ليبية للجزيرة إن أحياء سكنية بمنطقة الهضبة (جنوبيطرابلس) تعرضت مساء أمس لقصف بصواريخ غراد أطلقتها قوات تابعة لحفتر؛ مما أسفر عن أضرار مادية. وقال ناشطون إن الجهة نفسها قصفت صباح امس مجددا أحياء سكنية في منطقة القره بوللي (شرقي العاصمة). على صعيد آخر، أعلن ثوار مدينة أوباري (جنوب غرب ليبيا) رفضهم انقلاب اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الهيئات السياسية وتلك المنتخبة بإرادة شعبية. وطالب ثوار أوباري -في بيان نشرته عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق الوطني- المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بدعم تشكيل قوة أمنية لاستعادة الجنوب الليبي من قوات حفتر، التي عاثت فيه فسادا وتقتيلا، حسب البيان. وكان ثوار في مدن أخرى بالجنوب الليبي -بينها سبها ومرزق- أعلنوا رفضهم إعلان حفتر مؤخرا إسقاط اتفاق الصخيرات وتفويض نفسه حاكما لليبيا. جرائم حرب حقوقيا، وقّع عشرات الناشطين الحقوقيين والمسؤولين السياسيين، إضافة إلى مديري شركات كبرى ورؤساء نقابات وأطباء ومنظمات خيرية- عريضة تذكّر بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات حفتر في ليبيا. وضربت العريضة مثلا بتعطيل صادرات النفط الليبي، وقطع مياه الشرب عن ملايين الليبيين، واستهداف ما لا يقل عن أربعة مستشفيات يُفترض أن تسهم في مكافحة جائحة كورونا. ووصف الموقعون هذه الأفعال بأنها ترتقي إلى الإبادة الجماعية، وحذروا من أن الوضع سيزداد سوءا ما لم تتم محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات. ويأتي توقيع العريضة عشية الخطاب الدوري الذي تلقيه فاتو بنسودا المدعية لدى محكمة الجنايات الدولية أمام مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في ليبيا، وتسليم المطلوبين للمحكمة.