أكد وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة شريف رحماني أن تحسين مقصد الجزائر السياحي يستدعي معرفة قوية ودقيقة واحترافية للسوق على المستويين الوطني والجهوي. و أوضح رحماني في كلمة ألقاها خلال انطلاق الورشة التكوينية التي نشطها خبراء من مرصد التطوير والهندسة السياحية الفرنسية "اوديت فرنسا" لفائدة إطارات القطاع أن ترقية وجهة الجزائر السياحية تتطلب "وقتا طويلا وجهودا كبيرة". كما يستدعي ذلك -- يضيف الوزير -- العمل على تحسين الخدمات السياحية تجسيدا لمخطط النوعية والجودة الذي نص عليه المخطط المدير لتهيئة السياحة لآفاق 2025. من جهة أخري أشار الوزير إلى أهمية الاستفادة من التجارب الفرنسية في مجال تجسيد الاستراتيجية الوطنية للتسويق السياحي مبرزا أهمية دعم الاستثمار تماشيا مع احتياجات السوق ورغبات السواح. و ذكر رحماني أن "أغلبية السواح الأجانب الذين يقصدون الجزائر هم من دول أوروبا لاسيما من الجالية الجزائرية المقيمة هناك مما يتطلب -- كما قال -- إجراء دراسات ميدانية وموضوعية لمعرفة رغباتهم السياحية. و أشار في هذا الإطار إلى أن أغلبية السواح يميلون الى السياحة الساحلية والصحراوية مؤكدا انه من خلال هذه المقاربة "تتجلى الأبعاد الوطنية والمغاربية وكذا المتوسطية". و بعد أن ذكر بالأصالة التي تتمتع بها السياحة الجزائرية لاسيما الصحراوية والساحلية من خلال ثرائها الثقافي والطبيعي والحضاري والانساني دعا الوزير إلى وجوب تحسين الخدمات وتوفير الأمن ووسائل النقل والإيواء. و قد تم في هذا الإطار -- يوضح الوزير -- اختيار حوالي 200 فندق لترقيته مؤكدا في نفس الوقت على وجوب دعم مخطط التوسيق و اللجوء إلى منح شهادات الجودة والنوعية للمؤسسات الفندقية التي تحترم المعايير المعمول بها دوليا في مجال الخدمات السياحية. و لبعث معيار الجودة والنوعية في قطاع السياحة -- كما أضاف الوزير -- يستدعي ذلك إجراء دراسات جديدة تتكفل بها مكاتب دراسات متخصصة في الميدان وكذا ترقية التكوين ووسائل الاتصال. و اعتبر الوزير هذه الورشة التي تجرى أشغالها على مدى يومين فرصة لتعميق الحوار والاطلاع على تجربة فرنسا في مجال تطبيق استراتيجية تطوير وتسويق المنتوج السياحي. و بالمناسبة سيتم خلال أشغال هذه الورشة التي ستدوم يومين عرض نتائج التحليل النوعي للسوق السياحي الفرنسي والتعريف باستراتيجية التسويق السياحي الجزائري إلى جانب التطرق إلى مخطط النوعية والجودة السياحية وكذا إبراز أهمية دعم التكوين و الاتصال. و ينتظر من هذا اللقاء الجزائري الفرنسي الخروج بمخطط عملي ميداني يتم من خلاله تحديد أولويات تطوير التسويق وتحسين المقصد السياحي الجزائري