أعلنت القيادة العسكرية في غينيا بيساو أنها ستحترم الدستور والديمقراطية بالبلاد في أعقاب اغتيال الرئيس جواو برناردو فييرا على يد عسكريين، في حين عبرت دول أفريقية وأوروبية إضافة إلى الاتحاد الأوروبي عن إدانتهم لعملية الاغتيال. فقد تعهد الجيش باحترام المؤسسات الدستورية وحث الشعب على الهدوء، ودعا السكان للبقاء في منازلهم كما أوقف بث الإذاعة والتلفزيون مشدداً على أن الوضع "تحت السيطرة". وقال في بيان صدر بعد اجتماع كبار الضباط إنه "انطلاقا من وفاء الجيش لواجباته، فإننا سنحترم النظام الدستوري والديمقراطية". وأكد الجيش في بيانه مقتل رئيس هيئة الأركان الجنرال تاجمي نا واي "ووفاة الرئيس نينو فييرا".وقد شهدت العاصمة بيساو هدوءاً ملحوظا رغم مقتل الرئيس، وكانت حركة السير طبيعية في بعض أجزاء المدينة. وكان مصدر في بيساو أوضح للجزيرة نت أن فييرا اغتيل بتفجير منزله ، وذلك بعد ساعتين من مقتل واي مع عدد من الضباط أثناء هجوم استهدفهم خلال اجتماع لقيادات الجيش العليا بعيد منتصف الليلة الماضية.وفي أعقاب اغتيال فييرا سارعت الرئاسة البرتغالية إلى إدانة عملية الاغتيال، وأعلنت الحكومة أنها تشعر "بعميق الأسى" لمقتل فييرا ودعت لعقد اجتماع طارئ لتجمع الدول الناطقة باللغة البرتغالية بالعاصمة لشبونة بسبب تداعيات الأحداث بمستعمرتها السابقة. ونقل تلفزيون إس آي سي عن وزير الخارجية لويس أمادو قوله "كنا على اتصال مباشر مع رئيس وزراء غينيا بيساو خلال الليل وتحديداً لضمان ألا يتطور الوضع إلى صراع عام". ووصف الأمين العام لتجمع الدول الناطقة بالبرتغالية سيمويس بيريرا الأحداث بأنها "مؤسفة وخطيرة". وأدان المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حادث الاغتيال "بشدة" ودعا في بيان له الجميع إلى "الالتزام بالنظام الدستوري والمساهمة في تهدئة التوتر في البلاد". وقد أدانت أنغولا كذلك عملية الاغتيال، بينما عبرت موزمبيق عن "صدمة وقلق" بعد الحادث. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الأحداث حتى الآن، كما لم يتضح بعد من سيتولى قيادة البلاد بعد مقتل الرئيس. غير أن مسؤول العلاقات الخارجية بالجيش زامورا أيندوتا قال إن الرئيس قتل على أيدي عناصر من الجيش حين كان يحاول الفرار من منزله الذي هاجمته مجموعة عسكريين مقربين من واي ، وحمًله الناطق المسؤولية عن اغتيال رئيس الأركان معتبرا اغتياله انتقاما. كما نقل مصدر الجزيرة نت في بيساو عن مصادر محلية قولها إن الرئيس لديه خلافات حادة مع رئيس الوزراء كارلوس غوغيش، على خلفية العلاقات مع عصابات تهريب المخدرات من أميركا اللاتينية. وأشار إلى أن هناك تكهنات بأن غوغيش هو من يقف وراء اغتيال الرئيس ورئيس الأركان حيث سبق له أن أقال رئيس الأركان السابق إثر خلاف معه، وقال إن رئيس مجلس النواب سينصب رئيسا خلال الساعات القادمة لمدة ستة أشهر حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.وكان فييرا على ما يبدو يتوقع تعرضه لمحاولة اغتيال، حيث قال مستشاره مانويل ماسيدو إن الرئيس نصحه "بعدم الوثوق بأي أحد". ومباشرة بعد الاغتيال، تعرض منزل فييرا لعمليات نهب وسلب طالت الأثاث والأجهزة الإلكترونية والسجاد وحتى الملابس. يُذكر أن فييرا تعرض لمحاولة اغتيال سابقة في نوفمبر عندما تعرض مقر إقامته لهجوم من قبل جنود بأسلحة آلية، وقد قتل أحد حراسه بمحاولة الانقلاب الفاشلة بعد أن صدتها قوات الأمن الموالية. كما نجا رئيس الأركان واي نفسه من محاولة اغتيال كذلك، عندما فتح مسلحون مجهولون النار على سيارته في يناير/ كانون الثاني.