دعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الناس إلى عبادة الله وحده دون سواه وإلى إفراده سبحانه بالألوهية والربوبية، كما دعا إلى محاربة كل أنواع الكفر والشرك، ظاهره وخفيه، وإلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وإلى إقامة أركان الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام (من استطاع إليه سبيلاً). وكان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن، يطبقه في تعامله وعبادته وجهاده، وفي مختلف جوانب حياته، وربَّى أصحابه على ذلك، كما تميز الرسول في خلقه باليسر والسماحة، والعفو عمن آذاه، وبالإنصاف، والتواضع والأمانة والعدل، وبالشجاعة والصبر، فاجتمعت فيه كل فضائل الخير وخصاله، وبرئت نفسه من كل صفات الشر وخصاله، ولقد بُعث كل نبي لأمة بعينها وفي زمن بعينه، أما دعوة محمد عليه الصلاة والسلام فكانت للعالمين في كل زمان وكل مكان إلى قيام الساعة، قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا) (الأعراف: 158) وقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) (الأنبياء: 107) وهي دعوة تشمل جميع مناحي الحياة، صغيرها وكبيرها، بما ينفع الإنسانية في الدنيا والآخرة.