استفادت المعالم و المواقع التاريخية بقسنطينة بغلاف مالي بقيمة 80 مليار دينار موجه لأشغال إعادة ترميمها و تأهيلها حسب ما أعلنه والي الولاية. و سيتوزع هذا الغلاف المعتبر المخصص استثناء لاحتياجات المحافظة على التراث القسنطيني بشكل مدروس على مختلف المواقع المستهدفة في إطار هذه العملية حسب ما علم من والي الولاية خلال لقاء مع الصحافة على هامش زيارة عمل قام بها إلى دائرة قسنطينة. و سيأخذ بعين الاعتبار في توزيع هذا المبلغ الثقل الاجتماعي و الثقافي للمواقع المعنية بهذا العمل الموجه لفائدة الذاكرة حسب ما أضاف الوالي موضحا أن عملية ترميم المدينة العتيقة هي التي تحتل القسط الأكبر من هذا الغلاف. و استنادا لرئيس الجهاز التنفيذي فإن أشغال إعادة تهيئة ساحة سي الحواس بمحاذاة قصر الباي تندرج ضمن برنامج المحافظة على سيرتا القديمة التي ترفض حسب تعبيره أن تدفن ماضيها المجيد تحت أطنان من الإسمنت. و أكد والي الولاية أن الأشغال التي ستنجز بهذه الساحة "لا علاقة لها بورشة التحسين الحضري الجارية حاليا بنفس الموقع" موضحا أن هذا المكان بالذات الذي يضم آثارا يستحق المحافظة عليه و تثمينه. و أشار إلى أن مئات البنايات التي تعود فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر و التي تصنع واجهات وسط مدينة قسنطينة سيتم إنقاذها برسم نفس البرنامج من موت أصبح حقيقيا بالنظر إلى حالة التدهور الكبيرة التي آلت إليها موضحا أن 3.200 سكنا يعود لنفس الفترة من 16 ألف موجود بقسنطينة سيشملها هذا البرنامج. و اعتبر الوالي أن ولاية قسنطينة استطاعت أن تكتسب من خلال ورشة ترميم المدينة العتيقة تجربة لا بأس بها في مجال المحافظة على المعالم ما سيسمح لنا القيام بهذه المرحلة بأكثر طمأنينة.