منذ تدشين الحوار الاستراتيجي بين الصين والولاياتالمتحدةالأمريكية في سنة 2005، أصبح سعر صرف الرنمينبي "اليوان" يعد أهم الموضوعات التجارية الصينية – الأمريكية، ففي الوقت الذي يقول فيه الأمريكيون والأوروبيون إن الخفض المتعمد لقيمة العملة الصينية اليوان يعطي الصادرات الصينية ميزة تنافسية قوية في الأسواق الخارجية ويهدد الاقتصاد العالمي، يؤكد الصينيون أنه لا علاقة بين سعر رنمينبي والخلل التجاري الصيني- الأمريكي. وبعد اعتراف وزيرة الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر بتنامي مشاعر الإحباط لدى أعضاء الكونغرس الأمريكي من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري بسبب ضعف قيمة العملة الصينية، وإن كان لم يتهم الصين بالتلاعب بأسعار الصرف، أكد الكاتب الصيني تشاو تشونغ شيو، مساعد رئيس جامعة الاقتصاد والتجارة الخارجية، مدير معهد التجارة الدولية الصينية، أنه لا علاقة بين سعر رنمينبي والخلل التجاري الصيني- الأمريكي. وخلال إدلائه بشهادته أمام لجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ، قال وزير الخزانة إن الصين تهدد استقرار الاقتصاد العالمي الذي يسعى للخروج من أسوإ أزمة يتعرض لها منذ الحرب العالمية الثانية، ودعا الصين إلى تعزيز الإنفاق الاستهلاكي المحلي لإنعاش الاقتصاد العالمي في ظل التوقعات بضعف الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي في المستقبل، والعمل من أجل توفير فرص للمنافسة العادلة أمام المصدرين الأمريكيين. وبعد اتهام الأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين وزير الخزانة بعدم بذل الجهد الكافي للضغط على الصين من أجل فتح أسواقها والسماح لعملتها المحلية بالوصول إلى القيمة التي تترجم واقع الاقتصاد الصيني، قال إن "التشوه الناتج عن السياسة الصينية لأسعار الصرف يتجاوز الحدود الصينية ويمثل عقبة أمام إعادة التوازن العالمي الذي نحتاجه". من جانبه، يقول شيو "أن العجز التجاري الأمريكي مع الصين والدول الأخرى مشكلة أمريكية مزمنة لا علاقة له بسعر صرف اليوان"، مؤكد أن بلاده ومنذ بدء تنفيذ إصلاح آلية سعر صرف رنمينبي في جويلية سنة 2005، وحتى الآن ارتفعت قيمة رنمينبي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 21٪. وفي مقال نشر على الموقع الإلكتروني "شبكة الصين" التابعة لمكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة أن السبب الرئيسي للعجز التجاري الأمريكي هو الهيكل الصناعي الأمريكي والهيكل الاستهلاكي فالولاياتالمتحدةالأمريكية دولة مستهلكة كبيرة، وكثير من السلع في أسواقها مستوردة، وقد انتقل تصنيع العديد من المنتجات منها إلى دول أخرى. من جهة أخرى، أشار شيو إلى أنه بحسب إحصاءات وزارة التجارة الصينية في سنة 2009، ارتفعت قيمة صادرات ست عشرة دولة إلى الصين، وفي حين تراجعت قيمة صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أنحاء العالم بنسبة 20.3٪، انخفضت بنسبة 1.53٪ فقط مع الصين، وأن وهناك مؤشرات قوية على أن الصين صارت سوقا رئيسية لمنتجات اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما من الدول المجاورة، كما تعتبر سوقا مهمة لصادرات القارتين الأوروبية والأمريكية، لكل هذا نقول إن قيمة الرنمينبي ليس لها تأثير كبير على عدم التوازن في التجارة الصينية- الأمريكية". و في سنة 2008، بلغ العجز التجاري الأمريكي مع الدول الأخرى 700 مليار دولار أمريكي، وفي سنة 2009 تراجع هذا العجز نتيجة انتهاج سياسات مالية صارمة في ظل الأزمة المالية، ولكن في يناير سنة 2010، عاد العجز التجاري الأمريكي مرة أخرى، إذ بلغ 43.3 مليار دولار ، منها 3.9 مليارات مع كندا و4.6 مليارات مع المكسيك و2.8 مليار مع الاتحاد الأوروبي و3.3 مليارات مع اليابان و18.2 مليار دولار مع الصين. وعلى الصعيد نفسه، أكد اقتصادي أمريكي إن إعادة تقييم العملية الصينية "الرنمينبي" أمر لن يحل أزمة الميزان التجاري الأمريكي الذي يواجه في الوقت الحالي مشكلة ادخار واستثمار في الولاياتالمتحدة. وصرح آلان ملتزر، الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كارنيغي ميلون، أن الأزمة تتعلق بمعدل الادخار، ولاسيما في العجز الكبير في الميزانية .. ولذا فإن إعادة تقييم اليوان الصيني لن تشكل اختلافاً كبيراً للميزان التجاري الأمريكي.