قللت حركة طالبان من تصريحات أميركية ادعت إحراز قوات التحالف الدولي تقدما عسكريا في أفغانستان، ووصفتها بأنها "عمل مضلل ودعاية منظمة". ويأتي ذلك في وقت دعا فيه الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى إعادة النظر في الإستراتيجية العسكرية الأميركية بالبلاد . محمد / ك – وكالات وكان الجنرال ديفد بترايوس قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان قال في تصريحات صحفية إن القوة الدافعة للمسلحين تراجعت في معاقلهم الجنوبية. وردا على ذلك دعت طالبان في بيان إلى عقد مؤتمر صحفي حتى تكشف ما وصفتها ب"الحقيقة" للعالم. وجاء في البيان الذي نقلته رويترز "تقترح الإمارة الإسلامية عقد مؤتمر صحفي لمراسلي وسائل الإعلام العالمية بأفغانستان في محاولة لجعل العالم على دراية بالحقائق والأرقام". وأشار البيان إلى أن ذلك المؤتمر يهدف إلى "تقصي الأوضاع بشكل شامل وإجراء تقييم للظروف الراهنة، خاصة في تلك المناطق التي ادعى بترايوس إحراز تقدم فيها".وتزامنت دعوة طالبان مع مقتل سبعة جنود أميركيين في حوادث متفرقة في أفغانستان في اليومين الماضيين، وفقا لما أعلنته القوات الدولية العاملة في إطار المساعدة على تثبيت الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة لناتو التي أكدت أيضا مقتل ثلاثين ممن أسمتهم المتمردين في هجمات وقعت السبت والأحد. وبذلك يرتفع إلى 472 عدد الجنود الأجانب الذي سقطوا في عمليات عسكرية في أفغانستان منذ بداية العام الحالي مقابل 521 سقطوا عام 2009، حسب حصيلة لوكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن موقع إلكتروني مستقل. وحسب مواقع رسمية وإخبارية فإن 2040 جنديا أجنبيا على الأقل قتلوا منذ بداية الحرب على أفغانستان، نحو 60% منهم جنود أميركيون. وفي خضم ذلك دعا كرزاي في بيان للرئاسة الأفغانية إلى إعادة النظر في الإستراتيجية العسكرية الأميركية بالبلاد على ضوء تزايد نشاط المسلحين وارتفاع خسائر قوات التحالف الدولي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كرزاي قوله في البيان -الذي صدر بمناسبة زيارة رئيس البرلمان الألماني لكابل- إن "التجربة في الأعوام الثمانية أظهرت أن مقاتلة (طالبان) بالقرى الأفغانية غير فعالة ولا تأتي بنتيجة".واعتبر كرزاي أن إعادة النظر والتفكير في تلك الإستراتيجية يشكل "ضرورة مستعجلة في ظل الوضع الحالي".وكان كرزاي صرح الخميس الماضي لدى استقباله قائد القيادة الوسطى الأميركية التي تشرف على حربي العراق وأفغانستان جيمس ماتيس أن تقليص عدد الضحايا المدنيين في العمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة عامل مهم لربح الحرب ضد المسلحين. على صعيد آخر أعلن حاكم مديرية أدراسكان بولاية هرات غربي أفغانستان ناصر أحمد بوبل العثور على جثث خمسة أشخاص يعملون لصالح المرشحة فوزية غالاني كانوا قد اختطفهم الأربعاء الماضي مسلحون مجهولون كانوا قد أطلقوا في وقت سابق خمسة آخرين احتجزوا بنفس العملية. وقد اختطف الأشخاص العشرة بعد أن اعترض المسلحون سيارتين تابعتين لمؤيدي المرشحة غالاني أثناء تنقلهم بمناطق نائية بولاية هرات. ورغم أن أي جهة لم تتبن عملية الاختطاف والقتل، لم تستبعد بعض المصادر تورط حركة طالبان التي هددت باستهداف المرشحين للانتخابات البرلمانية التي ستجري في الثامن عشر من الشهر الجاري. وفي ولاية هرات أيضا، اغتيل أمس مرشح للانتخابات البرلمانية يدعى عبد المنان بينما كان في طريقه للمسجد حيث قام مجهولان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار عليه.