رفضت سوريا اتهامات الولاياتالمتحدة بزعزعة الاستقرار في لبنان، وقالت إنها ليست بحاجة إلى نصائح واشنطن بشأن كيفية التعاطي مع جارها. وكان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان قال إنه لن يكون ثمة تقارب مع سوريا طالما أن أصدقاءها حزب الله يزعزعون استقرار لبنان. ورد مصدر رسمي رفيع المستوى في سوريا بقوله إن فيلتمان ما زال يعيش في أوهامه، ولم يقرأ ما نشر حول دوره في اتهام سوريا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن المصدر قوله إن سوريا معنية بأمن واستقرار لبنان، "وعلى فيلتمان أن يدرك الحقائق الجغرافية والتاريخ بأن سوريا جار شقيق للبنان، في حين أن أميركا تبعد أكثر من 16 ألف كلم عنه". وقال المصدر إننا لسنا بحاجة إلى نصائح فيلتمان "لأن سوريا تمارس دورها بقرار مستقل يخدم مصالح شعبها وأمن واستقرار المنطقة". وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت اتهامات متبادلة بين دمشقوواشنطن التي حاولت تحسين العلاقات مع السوريين عقب تولي باراك أوباما رئاسة البلاد. فقد قال الرئيس السوري بشار عن الولاياتالمتحدة إنه "لا يوجد مكان دخلوا إليه إلا وخلفوا فيه فوضى، وهم يتحملون المسؤولية". وبعدها بيومين اتهمت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس دمشق بأنها انضمت إلى إيران وأعضاء حزب الله اللبناني لزعزعة استقرار لبنان وتقويضه. واتهمت رايس دمشق بالاستمرار في "تقويض" سيادة لبنان وتسليح حزب الله، وهي اتهامات نفاها السفير السوري في الأممالمتحدةبشار الجعفري، واعتبر أنها "أعطت المصداقية لحقائق خاطئة ومعلومات خاطئة". وذكَر الجعفري الولاياتالمتحدة بأن تقرير الأمين العام الأممي بان كي مون الأحدث عن لبنان يقول إن المسؤولين اللبنانيين أكدوا للأمانة العامة الأممية عدم وقوع تهريب للسلاح عبر حدود سوريا ولبنان. وتأتي الاتهامات الأميركية في وقت دانت فيه المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري ما اعتبرته هجوما تعرض له محققوها في بيروت، وأكدت أن ذلك لن يثنيها عن المضي قدما في عملها.