تشهد عطلة نهاية هذا الأسبوع في مدينة نيويورك اهتماماً واسعاً بأفلام من تمويل أبو ظبي، ومنها فيلم دوغ ليمان "لعبة عادلة" من بطولة نعومي واطس وشون بين ومن إنتاج شركة إيميج نيشن التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها، والذي أثار موجة هائلة من الاستحسان بين محبي السينما والنقاد على حد سواء. ومن بين المقالات النقدية الكثيرة التي صدرت في مديح هذا الفيلم بكافة تفاصيله، وردت في صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للكاتب إيه. أو. سكوت يصفه فيها على أنه "فيلم مسلٍّ إلى أبعد الحدود". وواصل متحف نيويورك للفن المعاصر عرض سلسلة "خرائط الذات: التجريب في السينما العربية منذ الستينات حتى الآن"، التي كانت أجزاء منها قد عرضت للمرة الأولى في دورة العام الحالي من مهرجان أبو ظبي السينمائي، وضمت تلك الأجزاء فيلمين حصلا على تمويل من المهرجان، وهما "ميناء الذاكرة" للفلسطيني كمال الجعفري و"شيوعيين كنا" للبناني ماهر أبي سمرا الذي تقاسم مع فيلم آخر جائزة أفضل فيلم وثائقي لمخرج عربي في المهرجان 2010، وكان كل من المخرجين حاضراً في جلسة الأسئلة التي تلت عرض فيلميهما. وفي هذا الصدد، يؤكد المدير التنفيذي للمهرجان بيتر سكارليت الذي قدم كلا الفيلمين في المتحف: "إنه يوم مشهود لأبو ظبي، فمدينة التفاحة الكبيرة أعجبتها الأفلام التي حصلت على دعم المهرجان ، والذي يقدمه راعينا الرئيس هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث". وقد تأسس مهرجان أبو ظبي السينمائي "مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي سابقاً" عام 2007 في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف المساعدة على إيجاد ثقافة سينمائية حيوية في أرجاء المنطقة. ويلتزم هذا الحدث الذي تقدمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث "ADACH" في أكتوبر من كل عام تحت رعاية من الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، بتنسيق برامج استثنائية تجذب المجتمع المحلي وتسهم في تثقيفه كما تلهم صناع الأفلام وتغذي نمو صناعة السينما في المنطقة. وبما أنه المهرجان الوحيد في المنطقة حيث تشارك أعمال لمخرجين عرب في المسابقات إلى جانب أعمال كبار المخرجين في عالم السينما، فإنه يقدم بذلك إلى الجماهير المتنوعة والمتحمسة لهذا الفن في أبو ظبي وسيلة للتواصل مع ثقافاتهم وثقافات الآخرين، كما أن التركيز القوي على الأصوات الجديدة من السينما العربية يتصل في الوقت نفسه بدور أبو ظبي كعاصمة ثقافية ناشئة في المنطقة، ويميز المهرجان بكونه المكان الذي يكتشف فيه العالم صناعة السينما العربية الحديثة ويجس نبضها.