نفى المندوب الروسي الدائم لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يكون الرئيس ديمتري ميدفيديف قد تقدم في قمة الحلف الأخيرة بعرض يتصل بالدرع الصاروخي، وذلك في معرض رده على تقرير إعلامي قال إن قادة الحلف رفضوا المقترح الروسي. ففي تصريح أدلى به أمس الجمعة قال السفير الروسي ديمتري روغوزين إنه كان حاضرا في نفس القاعة التي عقدت فيها قمة الناتو الأخيرة في البرتغال ولم يسمع الرئيس ميدفيديف يتقدم باقتراح محدد بشأن الدرع الصاروخي. وشدد روغوزين على أن ميدفيديف عبر عن مبادئ عامة للتعاون بين روسيا والناتو، منها المساواة بين روسيا وباقي شركاء الحلف، وتقديم الضمانات التي تكفل ألا يكون أي نظام مستقبلي مضاد للصواريخ مصدر تهديد للترسانة النووية الروسية. كما نفى المسؤول الروسي صحة الأنباء التي أشارت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رفض المقترح الروسي مشيرا إلى أن الأخير وبكل بساطة طلب توضيح المسألة معربا عن استعداده لمناقشة أي فكرة تطرح.واختتم روغوزين كلامه بالقول إن روسيا موافقة على ضرورة العمل مع الناتو لتحييد أي خطر قادم من مناطق تقع جنوب أوروبا، مؤكدا أن المشاورات بهذا الشأن ستتواصل خلال اجتماع مجلس روسيا والناتو في بروكسل الخميس القادم، على أن يتم تقديم تقرير بهذا الخصوص لوزراء الدفاع في الدول المعنية في جوان القادم. يشار إلى أن روغوزين نفسه أعرب في تصريح أدلى به يوم الخميس عن تفاؤله بإمكانية تأسيس درع صاروخي مشترك مع الناتو، في إطار الخطة التي تقدم بها ميدفيديف إلى قمة الناتو التي عقدت بلشبونة في العشرين من الشهر الجاري. واللافت للنظر أن روغوزين أكد أن قادة الحلف وميدفيديف اتفقا على هذا المقترح الذي يعني "تحقيق الأمن للمنطقة الأطلسية الأوروبية كافة". بيد أن صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نشرت أمس تقريرا أكد رفض قادة في الناتو اقتراح الرئيس ميدفيديف بتوحيد نظام الدفاع الصاروخي الروسي مع نظام الدفاع الصاروخي في الغرب. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومسؤولين في الناتو قولهم إن الرئيس الروسي تقدم بهذا الاقتراح خلف الأبواب المغلقة، خلال مشاركته في قمة الناتو الأخيرة. كما نقلت عن مشاركين في القمة قولهم إن الرئيس أوباما وغيره من المسؤولين رفضوا بشكل دبلوماسي الاقتراح الروسي، قائلين إنه لا بد أن يبحث خبراء تقنيون من الدول الأعضاء في الحلف هذه المسألة. وكشفت الصحيفة أن ميدفيديف تقدم باقتراح عرض فيه قيام بلاده بالتصدي للصواريخ المعادية الموجهة إلى أوروبا لدى مرورها في القطاع المسؤولة عنه طبقا للخطة المقترحة، على أن تقوم دول حلف الناتو ال28 بالمثل -بشكل متسلسل تبعا للقطاعات المسؤولة عنها دفاعيا- ضد أي صواريخ توجه إلى روسيا. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الحلف قولهم إن العرض الروسي يعني من الناحية التقنية عدم توجيه أنظمة الكشف والتعقب الرادارية باتجاه روسيا، وأن قادة الحلف رفضوا العرض الروسي بانتظار رأي الخبراء العسكريين.