الأحزاب السياسية و الحركات الجمعوية . . أين كانت خلال غليان الشارع الجزائري أكد أمس، ملاحظون و سياسيون و خبراء وجود فراغ سياسي و غياب كلي لدور الأحزاب السياسية و الحركات الجمعوية في احتواء غضب الشارع الجزائري و محاولة تهدئة ما أسموه بالانفجار الذي عاشته الجزائر خلال الأيام الأخيرة. قالت نصيرة مراح ممثلة المجتمع المدني أمس، خلال استضافتها من قبل حصة “جدل” على أمواج القناة الأولى، أن الانفجار الذي عاشه الشارع الجزائري خلال الأيام الفارطة ليس سببه الزيت و السكر بل هذه الأخيرة ما هي إلا القطرة التي أفاضت الكأس لأن السبب الحاصل يكمن في ذلك الفراغ السياسي و التهميش الذي يعيشه الشباب و الذي ولد انفجارهم و تجسد في مظاهر العنف التي شهدناها عن كثب، و في هذا السياق تساءلت ذات المتحدثة عن سبب غياب الجمعيات و الأحزاب السياسية في الميدان و عدم تمكنها من التأثير على الشباب المحتج و تهدئتهم ، مما يفسر ما يقوله بعض الملاحظون أن هذه الأخيرة تنتهج أسلوب البزنسة ولا تظهر إلا عندما يصرف الغلاف المالي لتبقى غائبة عن تأدية دورها في تنوير الشباب و تأطير المجتمع. وأضافت مراح ، بأن عمل الأحزاب و الحركات الجمعوية لابد أن يكون في الشارع و في الميدان للاقتراب من الشباب و فهم انشغالاتهم و عدم الاعتماد على حلول ترقيعية لمعالجة الأمور لأنها لن تدوم طويلا و البركان قد ينفجر من جديد.و من جهتها ، أكدت نفيسة لحرش أنه لا شيء يبرر غياب الأحزاب السياسية و الجمعيات عن أداء دورها ، مشددة على دور الأولياء أيضا في تربية أبنائهم و توعيتهم و دور المدرسة أيضا التي مهمتها التربية و التحسيس وليس تقديم المعلومات فقط.و أوضح الباحث في علم الإجتماع الدكتور قطوش، أنه لا يوجد أية مبررات في أن لا تلعب الأحزاب السياسية و الجمعيات دورها في تأطير المجتمع المدني ، و حسبه فعليها تحمل مسؤوليتها و تنظيم نفسها حتى تتمكن من متابعة الأحداث الواقعة و إلا فستبقى خارج المجال و خارج التاريخ.و من جهته، صرح تيمامري ممثل عن حزب جبهة التحرير الوطني، أن المشاكل يمكن حلها بالهدوء و التواصل ، محذرا من ركوب الأمواج في البحر الهائج و عدم استغلال ما وقع للتهويل و بث الفتنة، كما أكد أن أصوات شبابنا قد سمعت و يتم حاليا العمل على تحسين الأمور و حل مختلف المشاكل التي ما تزال عالقة. و دافع وائل دعدوش رئيس الجمعية الوطنية للتضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية بقوة، على ضرورة منح الفرصة إعلاميا للمجتمع المدني لتبيان حجم المجهودات التي يبذلها في الميدان، حيث أشار إلى الدور الذي لعبته الجمعية الوطنية للتضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية في أكثر من 14 بلدية لإيقاف أعمال الشغب التي عرفتها بعض ولايات الوطن، بعد أن تمكنوا بفضل الاحتكاك المباشر من إقناع العديد من الشباب بضبط النفس، والعمل على وقف عمليات النهب بتآزر المواطنين، فقد أشار ذات المتحدث إلى معاناة بعض الجمعيات الموصوفة "بالتشيات" التي تتمسك بالمشاريع الضخمة التي تنتظر البلاد دون أن يقلل من النقائص الموجودة والتي لا تعتبر بحجم حالة الأمن التي تعم البلاد بعد تطبيق المصالحة الوطنية، من جهة أخرى طالب دعدوش بضرورة تفعيل أكبر لدور فعاليات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية في حل هذه المشاكل لتفادي الوقوع في فخ الأعمال التخريبية.