جاء رد وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي سريعا على شباب ورقلة المنتفض والغاضب على "سياسة سوناطراك التشغيلية المهمشة لشباب المنطقة"، ودعا أمس الوزير شباب الجنوب إلى التكوين المتخصص في المركز الذي سيفتتحه مجمع سوناطراك قريبا من أجل تعزيز فرص التشغيل لدى الشركة . و في هذا الشأن أكد يوسفي على أمواج القناة الإذاعية الأولى أن صناعة المحروقات صعبة و بدون تكوين و لا حرفة فمن غير الممكن الالتحاق بشركة سوناطراك ، و التكوين ضروري في مجال المحروقات، و لهذا كشف الوزير عن فتح مركز تكوين مهني متخصص في منطقة إليزي قريبا ، و كل الشباب الراغب في التكوين مدعوا للالتحاق بالمركز. وقال يوسف يوسفي إننا سنعزز في السنوات القادمة نشاطات التنقيب و البحث عن المحروقات في جميع المناطق و خاصة في منطقة إليزي ، و ستخلق عشرات الآلاف من مناصب الشغل ، و لذا يطلب من شباب المنطقة التوجه إلى مراكز التكوين، وجاء هذا التصريح بعد الانتفاضة التي قام بها شباب ورقة أمس الأول ، حيث اجتمع زهاء 3 آلاف بطال، في مسيرة سلمية حاشدة، انطلقت من ساحة البلدية باتجاه حاسي مسعود، في أجواء ساخطة، مرددين عبارات تندد ب"الحڤرة" و"التهميش" من العمل في الشركات البترولية، ومحاسبة من وصفوا بالمفسدين في ملف الشغل تزامنا مع ذكرى 24 فيفري لتأميم المحروقات. وحاول البطالون أمس الأول في البداية قطع 80 كلم مشيا على الأقدام نحو عاصمة الذهب الأسود لرفع أصواتهم إلى الجهات العليا في البلاد، بعد ما نعتوه بسياسة ذر الرماد في العيون، وتعامل المسؤولين معهم على طريقة الأطرش في الزفة، خاصة بعد زيارة الوزير الأول رفقة 7 وزراء إلى المنطقة دون جدوى، حسب ما عبر عنه شباب المنطقة . وجابت المسيرة شوارع رئيسة تحت تصفيقات المارة حيث مرت قرب مرافق حساسة، على غرار مقر الأمن الولائي ومحطات البنزين الثلاث بتراب بلدية عين البيضاء التي تضم كذلك مقر للشرطة وآخر للجمارك ومبنى الناحية العسكرية الرابعة، دون أن يقوم الشباب بأي عمل تخريبي، بينما تقدم المسيرة البرلماني الحبيب قريشي الذي تقدم في الصفوف الأمامية لتأطير الشباب وحثهم على العدول عن فكرة الدخول إلى حاسي مسعود والاكتفاء بتسليم المطالب. المسيرة التي تم التحضير لها قبل أيام، هدفها قطع 80 كلم ترجلا في ذكرى تأميم المحروقات، هي الأولى من نوعها. وقد أربكت مصالح الشرطة التي فضلت عدم الاحتكاك بالشباب خوفا من وقوع انزلاقات خطيرة خاصة في يوم مشهود تاريخيا، وقامت بسد المنافذ بدروع بشرية شكلها رجال مكافحة الشغب بالحاجز الأمني مفترق الطرق تڤرت وحاسي مسعود ومنعوا الشباب من المرور إلى مدينة النفط التي تضم أكثر من 300 شركة بترولية، في حين سلم المتجمهرون في أجواء تنظيمية رسالة إلى ممثل الأمن قصد تسليمها إلى الوالي الذي رفض النزول إليهم بساحة البلدية قبل انطلاق المسيرة.