اثبت تصريحات وزير الاقتصاد الألماني التي أكد فيها أمس أن الجزائر باتت وجهة رئيسية للصادرات العسكرية الألمانية، و تشير المصادر إن مشتريات الجزائر من السلاح الألماني ارتفعت إلى 380 مليون دولار في العام الماضي. وكان الوزير الألماني قال في تصريحات أدلى بها لصحيفة محلية إن "صفقات بلده العسكرية مع الجزائر أخذت منحى تصاعديا في السنوات الأخيرة". وكانت الجزائر طلبت العام الماضي من مجموعة الإنشاءات البحرية الألمانية TKMS بناء فرقاطتين لتعزيز قواتها البحرية زنة كل واحدة منهما 3400 طنا. واستعد الجزائريون لتجهيز الفرقاطتين بصواريخ مضادة للمدمرات من طراز Saab Bofors Dynamics السويدية وست مروحيات إيطالية من مجموعة. وقدرت القيمة الإجمالية للفقة ب3.2 بليون دولار. والجدير بالذكر أن المجموعة الألمانية لم تبع أية فرقاطة منذ العام 1999 تاريخ شراء جنوب أفريقيا قطعة واحدة من هذا الطراز. وفي سياق متصل أفادت مراجع اعلامية قبل فترة قصيرة أن وزارة الدفاع تدرس شراء طائرات أميركية بلا طيار أو فرنسية من طرازي "رافال" أو "ميراج" من أجل تعويض طائرات "ميغ 21" و"ميغ 23" الروسية العتيقة. وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأميركية رفعت الحظر على تصدير الأسلحة المتطورة إلى الجزائر ومن ضمنها أجهزة المراقبة والصواريخ الموجهة جو أرض والمقاتلات والطائرات بلا طيار. وأوضحت المصادر أن وزارة الدفاع تدرس شراء ما بين 70 و80 مقاتلة جديدة لتعويض الطائرات الروسية القديمة التي أحيلت على المعاش مؤخرا. ووضعت الوزارة خطة للسنوات الخمس المقبلة ترمي لتجديد الأسطول الجوي بالكامل، لمواكبة تطور أسلحة الجو في العالم. وعلى رغم أن الجزائر تعتمد بنسبة 80 بالمائة على الأسلحة الروسية، أجرت في الأشهر الماضية اتصالات مع كل من فرنسا والولايات المتحدة للحصول على مقاتلات وطائرات بدون طيار غربية، ما سيشكل بداية لإنهاء الاحتكار الروسي لسوق السلاح الجزائرية. ولم يستبعد المصدر أن يكون هذا الموضوع من ضمن الملفات التي درسها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولانهولاند مع بوتفليقة خلال زيارته للجزائر في الخريف الماضي. وكانت مصادر مطلعة أفادت أن خبراء عسكريين جزائريين في شؤون الطيران الحربي، فحصوا نسخا من طائرات "ميراج" موجودة في الخدمة لدى دولة الإمارات. وفي سياق متصل، كشفت مصادر إعلامية غربية أن وزارة الدفاع الجزائرية تتطلع للحصول على مزيد من طائرات الاستطلاع من طراز ''أم كا بريداتور'' لزيادة قدرات الاستطلاع الجوي لدى الجيش. وفي هذا الاطار أجرى عسكريون جزائريون اتصالات مع نظرائهم الأميركيين، وممثلين عن شركة ''أتوميكس'' التي تصنع التجهيزات الدفاعية لاستكشاف إمكانات شراء طائرات بدون طيار لتعزيز قدرات القوات الجوية الجزائرية، وخاصة بعد انتشار الجماعات المسلحة في الصحراء في أعقاب الحملة الفرنسية على شمال مالي. وكانت الجزائر حصلت في السنوات الأخيرة على طائرات استطلاع روسية معدلة مأهولة وطائرات بدون طيار من عدة مصادر غربية، إلا أن اتساع الصراع مع فروع تنظيم "القاعدة" في منطقة الساحل والصحراء المتاخمة للصحراء الجزائرية يحتاج للمزيد من طائرات المراقبة والتغطية الجوية، وهو ما يتطلب اقتناء المزيد من طائرات الاستطلاع. ويعتقد خبراء عسكريون أن تجديد طائرات الأسطول الجوي الجزائري التي يعود تاريخ صنع بعضها إلى أكثر من ثلاثين سنة، بات ضرورة على رغم تعاقد وزارة الدفاع مع روسيا لإمداد القوات الجوية بالعشرات من طائرات القتال. وقدروا حاجة جيش الطيران الجزائري بما لا يقل عن 80 طائرة جديدة إضافية في السنوات الخمس المقبلة لتطوير سلاح الجو.