حذر المجلس الوطني لعلماء أفغانستان أعلى هيئة دينية بالبلاد من أن القوات الأميركية ستعد قوة "احتلال" إذا لم تعمد واشنطن إلى نقل المسؤولية الأمنية عن سجن باغرام للحكومة الأفغانية، وقال المجلس في بيان إنه "إذا لم يف الأميركيون بوعدهم بتسليم المسؤولية الأمنية للسجن فهذا يعني احتلالا ويجب أن يكونوا مستعدين للنتائج التي ستترتب على هذا الرفض" وأضاف المجلس الذي تموله الحكومة الأفغانية أن التصريحات الأخيرة المناهضة للأميركيين التي أدلى بها الرئيس حامد كرزاي تشكل "الصوت الحقيقي للشعب المسلم في أفغانستان"، ويعد مصير السجناء المعتقلين في باغرام أحد أسباب تدهور العلاقات بين الولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية، مع تشديد كرزاي على أن تنتقل إلى القوات الأفغانية مسؤولية السجن الواقع في شمال كابل، وأرجئ نقل المسؤولية عن باغرام مرارا على خلفية نزاع بين المسؤولين الأميركيين والأفغان حول إمكان الإفراج عن معتقلين فيه يشتبه بأنهم يريدون الانضمام إلى المسلحين، وقال مكتب كرزاي مساء أمس الأول إن نقل سلطة الإشراف على السجن "ينبغي أن يتم" خلال أسبوع، في المقابل اعتبر قائد قوات الحلف الأطلسي "ناتو" في أفغانستان الجنرال الأميركي جوزف دانفورد أن بعض المعتقلين في باغرام سيشكلون "خطرا فعليا" إذا عادوا إلى ميادين القتال، وكان كرزاي قد طالب مؤخرا بانسحاب القوات الخاصة الأميركية من ولاية ورداك واتهمها بارتكاب تجاوزات وسار مئات المتظاهرين الأفغان إلى مبنى البرلمان في كابل أمس الأول مطالبين بانسحاب القوات الخاصة الأميركية من هذه الولاية كذلك أثار الرئيس الأفغاني استياء واشنطن حين اتهمها بالتفاوض مع مسلحي طالبان دون علم السلطات الأفغانية، وكانت واشنطن قد سلمت السلطات الأفغانية في سبتمبر الماضي أكثر من 3100 معتقل في سجن باغرام الذي أنشأته القوات الأمريكية قبل أكثر من عشر سنوات، بينما يستعد حلف الأطلسي لتسليم كل المسؤوليات الأمنية للأفغان وسحب قواته القتالية بنهاية سنة 2014 لكن الخلافات ظلت قائمة بين الطرفين حول مصير مئات السجناء في المعتقل.