أفاد مصدر من داخل حزب جبهة التحرير الوطني، أن البيت يعيش حالة "تشنج" بسبب تأخر عقد اللجنة المركزية قصد انتخاب زعيم جديد يحكم الأفلان التي تعيش حالة "انسداد" منذ الإطاحة بالأمين العام السابق للحزب، عبد العزيز بلخادم، خلال أشغال اللجنة المركزية التي انعقدت نهاية شهر جانفي الماضي. وأكد، محمد الصغير قارة، منسق حركة التقويم والتأصيل الأفالانية، أمس في تصريح ل"المستقبل العربي"، أنه لم يتم بعد تحديد تاريخ لانعقاد اللجنة المركزية للحزب، مرجعا سبب التأخر إلى أن هناك اجتماعات مع مجموعة من زعماء الجبهة الغرض منها وضع جملة من الشروط والمعايير التي يجب أن تتوفر في المرشحين لمنصب الزعامة الذي يعرف شغورا منذ أزيد من الأربعة أشهر، وفضل قارة التحفظ على هذه المعطيات قائلا "أنه سيتم الاعلان عن هذه الشروط في وقت لاحق"، ولم يخف قارة في تصريحات سابقة له بخصوص هذا المسعى أن "كل مناضل داخل الجبهة ممن تتوفر فيهم النزاهة ومن ذوي الأيادي النظيفة لهم الحق في الترشح لهذا المنصب". وكانت تقارير ماضية أفادت أن منسق المكتب السياسي، عبد الرحمان بلعياط يعمل على مضاعفة اجتماعات مع مجموعة من زعماء الحزب، آخرها كان الجمعة الماضي، حيث جمعت هذه اللقاءات بين كل من عبد الرحمان بلعياط وعبد الكريم عبادة، الوزير عمار تو، محمد الصغير قارة والسعيد بوحجة ومجموعة من قدماء الجبهة من "الذين يرفضون تمرير المشعل"، موضوع يعتبر "رئيسيا" طرح خلال هذه اللقاءات حول "المعايير اللازمة التي يجب أن تتوفر في لجنة الترشيحات"، والتي من شأنها أن تبطل أي "محاولة للتعاقد"، كما قد نصبت مجموعة عمل لهذا الغرض والتي ستقدم تقريرها خلال أسبوعين من تنصيبها، ويعتبر الهدف من هذا التنصيب –حسب ما جاءت به التقارير- هو "إغلاق اللعبة من خلال وضع معايير مناسبة من شأنها إقصاء أي منافس خطير". من جانب آخر أكد مصدر من داخل، حزب جبهة التحرير الوطني، أنه تم تشكيل لجان في عدة محافظات للمطالبة بعودة علي بن فليس الأمين العام السابق للأفالان لزعامة الحزب من جديد بعد غياب دام حوالي ال9 سنوات، مضيفا أن هناك مناضلين من "الوزن الثقيل" وراء تشكيل هذه اللجان، وهي الأعضاء المؤثرة في اللجنة المركزية من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ التي "لا تزال موالية لبن فليس"، حيث أنه قد تم عقد عدة اجتماعات في الأيام الأخيرة في ولايات عديدة بما في ذلك ولاية الأغواط، فيما يعرف ب" صقل استراتيجية حملة لعودة بن فليس" على حد قول المصدر. وفي هذا السياق، لم يؤكد الناطق الرسمي باسم حزب جبهة التحرير الوطني، قاسا عيسى، إمكانية عودة الأمين العام الأسبق، علي بن فليس، إلى صفوف الجبهة كما لم ينف الخبر لدى اتصال "المستقبل العربي" به، بحجة أنه "لا يحوز على معلومات فيما يتعلق بهذا الموضوع". إلا أن المصدر نفسه، أفاد أن بن فليس يعتبر "الحل الوحيد" لإخراج الأفلان من الصراع الداخلي الذي تعيشه في الوقت الراهن، خاصة بعد الإطاحة بالأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، مشيرا إلى أن الأطراف الموالية لبن فليس والراغبة بعودته إلى صفوف الجبهة تريد استغلال الصراع الداخلي الذي تعيشه الأفلان قصد "الانتقام خاصة بعد أن كانت هذه الأطراف قد أبعدت عن الواجهة". ووفقا للمصدر ذاته، أن هذه الأطراف لا تعمل فقط من أجل تنصيب بن فليس على رأس الأفلان، ولكن أكثر من ذلك، بل يكمن السبب الرئيسي لهذا الولاء هو الوصول الى انتخاب الأمين العام الذي سيكون التطبيق المحتمل لترشيح علي بن فليس في الانتخابات الرئاسية القادمة، وإن لم يكن قد أعلن ترشيحه، فهو لم يقل أبدا انه لن يرشح نفسه –حسب المصدر-.