اعتبرت مجموعة الأحزاب السيادة والذاكرة أن الجزائر حققت تقدما ملحوظا في عديد المجالات على مدار السنوات استقلالها لمنها تبقى غير كافة مقارنة بالتضحيات الجسام التي قدمها مليون ونصف مليون شهيد إبان الثورة، وذكرت أنها لاتزال تباشر نقاشاتها للوصول الى توافق سياسي و بلوغ التغيير المنشود. وتساءلت المجموعة خلال لقائها امس بمقر حركة النهضة تزامنا واحياء الذكرى ال 51 لاسترجاع السيادة الوطنية ، "أين هو النظام الجمهوري، وأين هي الدولة الحديثة، دولة المؤسسات، القائمة على أسس الديمقراطية والحريات، فالمؤسسات ضعيفة وشكلية، ارتبطت بدمقراطية الديكور وتزيين الواجهة، والسيادة منتقصه، تجلت في إهانة الفرنسيين المستمرة لتاريخنا، فمجدوا استعمارهم، وعجزنا عن تجريمه، كما تجلى انتهاك السيادة باعتماد اللغة الفرنسية كلغة رسمية بديلا عن العربية، ومع الأسف فإن أول منتهك للسيادة هم المسؤولون، ففي كل المناسبات الرسمية يهينون الشعب أمام ضيوف الجزائر، وتجلي انتهاك السيادة أيضا في انتهاك حرمة الأجواء الجزائرية من طرف الطيران الحربي الفرنسي بمناسبة الحرب على مالي" وبخصوص الجانب الاقتصادي قالت أحزاب الذاكرة والسيادة " لا يزال اقتصادنا مبني على الريع البترولي، بعيدا عن الاقتصاد المنتج للثروة، في ظل غياب رؤية اقتصادية استراتيجية، انعكس ذلك على الجانب الاجتماعي، فازدادت بؤر التوتر، وفي كل مرة ينتفض الشباب تشتري السلطة السلم الاجتماعي بضخ أموال في غير موضعها". وكشفت أحزاب الذاكرة أنها بصدد نقاش جدي لبلورة تصور في الجانب السياسي، باعتباره بوابة الإصلاح والتغيير الجدي، وبالتأكيد فإن نضالها لتكريس دولة الحق والقانون ومحاربة الفساد المالي والإداري، وإقامة العدل في توزيع الثروة وإسناد المسؤولية، سيلتقي لا محالة مع الجهود المخلصة ، والأمل معقود أن تتحول الأفكار الهادفة لتغيير الأوضاع إلى مبادرة جادة تحظى بدعم قاعدة سياسية عريضة. ونددت الاحزاب في الاخير بما جرى في مصر من أحداث، مردفة أن ما تتعرض له فيها التجربة الديمقراطية من عملية إجهاض ممنهجة، بتحالف فلول النظام السابق مع أطراف داخلية، وقوى إقليمية وعربية تنظر الى التجربة بعين الريبة، كونها تهدد مصالحها غير المشروعة في مصر والمنطقة العربية.