حذر الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الدين في شمال مالي، سند ولد بوعمامة، من مغبة التدخل العسكري الذي يتم التحضير له، مؤكداً وجود فروق جوهرية بين جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد و القاعدة قال الناطق باسم أنصار الدين، بخصوص المفاوضات التي دخلت فيها الحركة وأوفدت عنها مبعوثين إلى الجزائر وبوركينافاسو: "قدمنا مع مفاوضينا الذين توجهوا إلى الجزائر وبوركينافاسو رؤيتنا للحل، وهو محل تفاوض الآن، ومضمون هذه المفاوضات ليس مجال حديث في وسائل الإعلام". وأضاف ولد بوعمامة ردا على سؤال يخص طبيعة المطالب التي يرفعها الأزواد في شمال مالي: "نحن بصدد التفاوض على حل جذري هذه المرة، ولن نقبل بحلول متقطعة، نحن نريد حقوقنا كأزواد، نريد أن نعيش كمواطنين من الدرجة الأولى في دولة مالي، ونريد احترام هويتنا، فنحن مسلمون، ولا نريد أن نعيش كما تريد فرنسا أو أمريكا". وأكد الناطق باسم جماعة أنصار الدين بقوله :"أسجل أن المفاوضات الحالية هي امتداد لمفاوضات سابقة، وخلال الأشهر الماضية زارنا مسؤولون جزائريون ومن بوركينافاسو في كيدال بشمال مالي، ونقلنا لهم رؤيتنا للحل". وقال أيضا: "لقد سبق أن جلسنا مع الحكومات المتوالية في باماكو لإيجاد حلول لأزمة الأزواديين، وللأسف في باماكو هناك حكومات عديدة وليس حكومة واحدة، فكنا نتفاوض معهم ولكن لم تتم الاستجابة لمطالبنا". وتنتقد جماعة أنصار الدين بشدة الدور الفرنسي في دولة مالي، ، وفي هذا الإطار أوضح سند ولد بوعمامة قائلا "المشكلة أن الضغوط الفرنسية تعمل على نسف كل المحاولات لإيجاد حلول للأزمة المتفجرة، وأضاف ولد بوعمامة "أيضا هناك تجار الحرب في مالي، هؤلاء يريدون الوصول إلى السلطة عبر هذه الحرب التي يخططون لها، ولهذا هم يريدون إفشال المفاوضات". وفي إجابته عن سؤال يخص الموقف حيال شنّ حرب على شمال مالي، قال الناطق باسم أنصار الدين: "نحن لا ننفي وجود مغامرين في العالم من هواة الحروب، وهؤلاء المغامرون تعودوا على المغامرة، ونحن نقول لهم إن الحرب في شمال مالي مغامرة غير محسوبة العواقب". وقال أيضا: "الحروب لا تأتي بحلول بل هي بداية لمشاكل أخرى ستتطور، وفرنسا تريد صوملة منطقة شمال مالي، لأن بها اليورانيوم والنفط، ولأنها تريد العودة إلى الأحواض المنجمية بالمنطقة". وأضاف ولد بوعمامة: "أنتم تعلمون أن الحرب إذا اندلعت لا تستثني أحدا وطيارو الغرب مهووسون باستهداف أي شيء يتحرك فوق الأرض، فهم إذا بدأوا القصف فلن يفرقوا بين البيت والمسجد أو حفلة عرس مثلا والفرق بيننا أيضا هو أننا لا نقاتل خارج حدودنا، بخلاف جماعة التوحيد، فنحن لدينا مشاكل محلية نريد حلها منذ عام 1963، وكنا قد دخلنا في مسار طويل من المواجهات والمفاوضات، بمساعدة من الجزائر، مع الحكومات المتعاقبة في باماكو، لكن هذه الحكومات تنصلت عن كل التزاماتها اتجاهنا كسكان في شمال مالي".