بل متى يلتقي الخير مع الشر ؟ ويصبح الذئب صديقا للغنم ؟ هذه تساؤلات وغيرها مما هو على شاكلتها ونهجها ونمطها كثير، غير أنها تطرح في هذه الأيام بكثرة في الوقت الذي يشهد فيه الوطن العربي ما يعرف بالربيع الديمقراطي المدعوم أمريكيا ، ومن هنا فإننا نسمح لأنفسنا بطرح تساؤلات بطريقة ديمقراطية لا للتلويح والتجريح ولا للتعريض أو التغليظ ! فعندما خرج الأخ المناضل الحماسي خالد مشعل من سوريا وأعلن وقوفه إلى جانب ما يسميه هو ثورة الشعب السوري قلنا له في حينه إن مقومات الثورة يا أخ مشعل لا تتوفر في هذا الفريق المسلح الذي فعل ما فعل ، والأسباب عديدة ومبرراتنا وجيهة فإذا كان ما وصفتموه بالثورة العادلة أفلا ترون بأن ثورة الشعب الفلسطيني هي الأكثر عدالة على جميع المستويات التاريخية والأخلاقية ؟ وإذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أن ثورتي الشعب السوري والشعب الفلسطيني يصبان في نهر واحد ويصدران من منبع واحد الذي هو منبع العدالة والحق !وإذا كان الأمر كذلك فما بال أمريكا تقف مع هذا بشراسة وقوة وتقف ضد هذا بشراسة وقوة ؟ ألا ترى معي أن في الأمر تناقضا صارخا ؟ ومن هنا نطرح سؤال على خالد مشعل ومن معه وبكل هدوء وروح أخوية وهو كالتالي : ألم تسمع بتلك الأصوات التي انطلقت من أطراف خليجية وأنت تعرفها جيدا وقالت بأن الحماسيين كانوا خونة لأنهم قصفوا تل أبيب ؟ وبالحرف الواحد قالها أحدهم "إن قصف تل أبيب من الفلسطينيين كان خيانة " وأنا أتمنى أن يكون هذا غير صحيح ولكن وأنتم تتابعون جيدا وسائل الإعلام ألم تسم وزارة الدفاع الإسرائيلي عددا من العرب الخليجيين بالاسم على أنهم أصدقاء إسرائيل ؟ ومن ثم لم نسمع أنكم اتخذتم حتى الساعة موقفا من هؤلاء ، وحتى أذكرك بالأسماء: أحمد جارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية وطارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السعودية وعادل درويش الصحافي الخليجي المعروف ؟ ولست بحاجة للقول بأن معظم المشيخات النفطية تعترف بإسرائيل وأنا أقول لك بصدق إن الذي يعترف بإسرائيل لا يعترف بفلسطين ! ولكنني أعود لأطرح السؤال التالي وانطلاقا من حرية الرأي ألم يشتم رسول الله أمريكيا ونقو ل نحن لاهم بأنها حرية رأي ؟ نعم ! ولكننا لن نقول كلاما في هذا المستوى لا سمح الله إنما نسأل : إذا كانت هيلاري كلينتون قد وعدتكم بأنها ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وهي لم ولن تفعل ! أما كان الأحرى بكم أن تعلنوا عن التزامها ذلك فالذي يقف مع الشعب المقهور في سوريا منذ ثلاثين سنة كما زعموا وكان نظامه يؤيد الثورة الفلسطينية عليه أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المقهور من سبعين سنة أم أنا مخطئ ؟ يا خالد مشعل نحن إما أن نكون ثوارا أو لا نكون ونحن ينبغي أن نميز جيدا بين العدو والصديق وهذان أيضا لن يلتقيا على سطح واحد ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين