سليني مدربا وطنيا للذكور وسواكري لمنتخب الإناث وكان الرجل قد فضّل أن تكون أول خرجة ميدانية له مند انتخابه على رأس الفيدرالية لغرب البلاد، وبالضبط إلى وهران، أين عقد اجتماعا تقنيا مع ممثلي الجيدو بالجهة الغربية، تناول من خلاله الخطوط العريضة لبرنامج عمله وكذا الإستراتجية المراد انتهاجها من أجل الرفع من مستوى الجيدو الجزائري، المقبل على تحديات دولية، بداية بالبطولة الإفريقية أواخر شهر أفريل المقبل، وألعاب البحر الأبيض المتوسط شهر جوان، وكذا البطولة العالمية المقررة نهاية السنة الجارية. * لماذا اختار الدكتور علي بن جمعة أن تكون أول خرجة ميدانية له إلى غرب البلاد؟ ** اختياري لغرب البلاد كان بناءً على برنامج عمل مسطر ارتأينا أن تكون بدايته من الجهة الغربية، على أن نتنقل بعدها إلى الشرق مرورا بالوسط، ومن ثم الجنوب كآخر محطة، وهذا كله من أجل توضيح الرؤية العملية وكذا الاستراتجة التي تنوي الفيدرالية اتباعها لتطوير الجيدو، بعيدا عن القيل والقال وبإشراك الجميع من دون إقصاء. * لكن البعض يرى بأن اختيارك لغرب البلاد جاء كرد جميل للجماعة التي دعمتك في الانتخابات، لأنها رأت فيك الرجل القادر على انتشالها من العزلة، أو بالأحرى الحصار الدي كان مضروبا على الجهة... ** أنا أعترف بأن الجهة الغربية كانت مغيبة ولم تأخذ نصيبها الكامل والمستحق، رغم أنها كانت دائما رائدة في الجيدو الجزائري، سواء على مستوى الفرق والأندية، أو على مستوى النخبة الوطنية، حيث كثيرا ما قدمت أبطالا شرّفوا الجزائر قاريا ودوليا، وأنا من الناس الذين يؤمنون بالطاقات الهائلة والمكنوزة في غرب البلاد والتي هي في حاجة إلى من ينتشلها ويضعها في مكانها الصحيح، بحكم معرفتي لأهل الاختصاص في الجهة الغربية، أين كانت تجمعني بهم علاقة صداقة في المنتخب الوطني، وهناك من أحتفظ بذكريات جميلة معهم، لأنهم كانوا أبطالا من العيار الثقيل على غرار عدة، بركان، عقيب وآخرين ممن قدموا الكثير للجهة والجزائر عامة، زيادة على أن هؤلاء الناس وضع ثقتهم الكبيرة في شخصي وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي خدمة للحيدو وأبنائه. * أثناء تناولك لكلمة افتتاح الاجتماع التقني، لاحضنا أنك أطنبت كثيرا في مدح الجيدو بالجهة الغربية... ** لقد كان هذا الاجتماع فرصة للالتقاء ببعض الوجوه القديمة مثل فرحات، قريش، يوسف وصديقي عمور وشيخ دارم، الحكم الدولي، وآخرين ممن عملت معهم في الفريق الوطني ويشرّفني العمل معهم، لأنني على علم بأن هؤلاء الرجال من أهل الميدان وإذا اجتمعوا فلا أحد يمكن أن يقف في طريقهم، لما يملكونه من خبرة في الميدان، وهذا هو أساس العمل وما جئت من أجله على رأس الاتحادية، فأنا رجل ميدان وأحب العمل بل الكلام، لأنني على يقين بأن مشكل الجيدو وبالأخص بالجهة الغربية هو مشكل إمكانيات، وليس مشكل رجال. * وماذا ستقدم الاتحادية لدعم الجيدو بالجهة الغربية؟ ** ولأجل هذا الأمر جئنا إلى وهران ولأجل هذا سنعمل سويا، وهذا بإعداد برنامج عمل سيتم تسطيره تبعا للتقارير التي ستعدها اللجان التي تم إنشاءها خلال الاجتماع، حيث ستعكف كل لجنة على إعداد تقرير ميداني يتناول كل جوانب العمل التقنية الفنية، وكذا الإمكانيات اللازم توفيرها بحسب الوضعية الحالية للجيدو في الجهة. وبعد دراسة كل هده التقارير التي حدد لها مدة 15 يوما لتقديمها على طاولة المكتب الفيدرالي، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازم اتخاذها وتوفير ما يمكن توفيره لتطوير الجيدو بالمنطقة حتى تعود خزانا للمنتخبات الوطنية مثلما كانت في السابق. * أثار بعض الحاضرين قضية هجرة بعض المصارعين إلى فرق الوسط والشرق، مما يؤثر على العمل الميداني للجهة، فكيف ستتعامل الاتحادية مع هذا الملف؟ ** هذا المشكل كبير وقائم مند مدة وأظن أن حله مرتبط بتوفير الإمكانيات لهؤلاء المصارعين من طرف فرقهم حتى يضمنوا بقاءهم، والاتحادية ستسعى في هذا المجال لضمان متطلبات المصارعين المتألقين في فرقهم، وهذا بدعم الفرق والرابطات، مع إيجاد سبل عمل تمكّن من مواصلة برنامج عمل الرابطات والفرق حتى نقضي على ثقافة الاتكال، أين نجد فرقا تكوّن وأخرى تستثمر، بحجة أنها توفر للمصارعين المتألقين مع فرقهم الإمكانيات التي تعجز عن توفيرها لهم نواديهم. كما ستعمل الاتحادية على إعادة النظر في عمل المديرية التقنية، لمحاربة ظاهرة ترحال المصارعين من فريق لآخر. * وكيف ستوفق الاتحادية في ذلك؟ ** الفيدرالية ستعمل على تسطير برنامج عمل تسلسلي للمديرية التقنية، وهذا باستحداث منصب مدير تقني جهوي على مستوى الرابطات الجهوية، ومدير تقني ولائي على مستوى الرابطات الولائية، وكل هذا سيتم بالتوازي مع عمل المديرية التقنية الوطنية التي ستشرف على مراقبة ومتابعة العمل الميداني حتى نتمكن من إعداد اللبنة الحقيقية للمنتخبات الوطنية من دون إقصاء. * وما هي نظرة رئيس الاتحادية للواقع الحالي للجيدو الجزائري؟ ** ما هو إيجابي سنعمل على تطويره، وما هو سلبي سنسعى لتصحيحه، وإن شاء الله وبالتفاف عائلة الجيدو سيعود هذا الأخير إلى مكانته الحقيقية أو أحسن. * تلقت مؤخر الاتحادية احتجاجا من طرف الاتحاد الدولي على الكيفية التي تم بها إجراء الانتخابات الرئاسية للفيدرالية، فأين وصلت القضية؟ ** القضية طرحت وقد التقينا ممثلي الاتحاد الدولي بفرنسا وتمكّنا من إقناعهم بالحجج الدامغة والمواد التي لا تتعارض وقوانين الاتحاد الدولي، لأن الأمر لا يعدو سوى أن يكون فهما للقضية، ونحن بانتظار رد إيجابي في الأيام القليلة القادمة، ولو أن هذا الأمر لا يعد مشكلا بالنسبة لنا، لأن مهمتنا على رأس الاتحادية هو العمل على تطوير الجيدو الجزائري. * وماذا عن قضية المصارعة صوريا حداد؟ ** ليس هناك قضية اسمها صوريا حداد، لأن هذه الأخيرة هي ابنة عائلة الجيدو والفريق الوطني وستعود مثلما عاد زملاؤها للمنتخب، وأنا متيقن بأن هناك أشخاصا عيب عليهم حاولوا استغلال مصارعي المنتخب لأغراض شخصية، في حين أن دور الرياضيين هو في الميدان وليس في الجمعيات الانتخابية التي لا تعنيهم في شيء. * على ذكر المنتخب الوطني، ما هو جديد التشكيلة الوطنية؟ ** بعد استشارة المديرية الفنية وكذا المكتب الفيدرالي، تقرر تعيين المصارعة الدولية السابقة سليمة سواكري على رأس المنتخب الوطني إناث، وسيساعدها في ذلك المدرب بوطبشة. فيما أسندت مهمة تدريب منتخب الذكور، للثنائي سليني سفيان كمدرب رئيسي وبن موسى مساعدا له، حيث سينطلق الفريق في التحضيرات للمواعيد القادمة بداية بالبطولة الإفريقية شهر أفريل، وألعاب البحر الأبيض المتوسط شهر جوان، وكذا البطولة العالمية نهاية السنة الحالية. * تم اقتراح برمجة بعض من تربصات المنتخب الوطني بوهران... ** هذا اقتراح وسنحاول دراسته، ولو أنه يبقى من حق الجهة الغربية استغلال المنتخب الوطني بإقامة بعض من تربصاته خارج العاصمة، وهذا حتى نسمح لمصارعي الجهة الغربية وحتى الشرقية بالاحتكاك مع العناصر الوطنية، ولم لا برمجة تربصات للمنتخبات الجهوية التي سنعتمدها في برنامجنا مع المنتخب الوطني، وهو ما سيسمح من جهة أخرى للطاقم الفني الوطني باكتشاف عناصر أخرى قادرة على تدعيم المنتخب، خاصة من الجهة الغربية. وأتمناه هو، أن تتوج عهدتي الأولمبية بميلاد بطلين إفريقيين من الجهة الغربية حتى نعيد هيبة هذه الرياضة لهاته الجهة. * نشكرك سيدي على قبول دعوة محاورة الجريدة ونترك لك الكلمة الختامية... ** أشكر كل الذين وضعي في الثقة، خاصة من الجهة الغربية، وأريد أن أشير إلى إن الاتحادية قد اختارت ابن وهران وصاحب البرونزية في الألعاب الأولمبية عقيب لتكريمه من طرف الرياضة العسكرية خلال البطولة العربية المزمع إقامتها ببلادنا، وأعيد وأكرر بأن كل الأبواب مفتوحة أمام كل من يريد خدمة الجيدو ومن دون إقصاء.