إن الطريقة المحيرة التي يلعب بها المنتخب الوطني وعدم استقرار أدائه على نمط معين، جعل الكثير من المدربين على المستوى العالمي يؤكدون بأنه يتواجد ضمن خانة المنتخبات الكبيرة والخطيرة، ويكمن ذلك في جهل منافسيه لطريقة الأداء التي سيدخل بها نظرا لكونها تتميز بالتغير وعدم الاستقرار، فيمكن أن يبرز اللاعبون بأداء راقي جدا، كما أنه باستطاعتهم التأقلم بسرعة مع المستجدات وطبيعة المنافس. ومن جهة أخرى، قد يظهرون بوجه هزيل وبطريقة لعب مفككة، وهنا يكمن الخطر الذي يتحدث عنه المدربون ويعتبرونه نقطة قوة الخضر. فقد أكد مدرب المنتخب الإنجليزي، الإيطالي فابيو كابيللو، أن المنتخب الجزائري يعتبر الأخطر على فريقه في المجموعة الثالثة خلال نهائيات كأس العالم المقبلة والتي تجمعهما إلى جانب الولايات المتحدة وسلوفينيا، كما كشف عن حلمه في الوصول إلى الدور نصف النهائي والإلتقاء مع المنتخب الألماني من أجل إزاحته من السباق والوصول إلى المحطة النهائية أين يريد قيادة الإنجليز للفوز على المنتخب الفرنسي، وبالتالي التتويج بلقب كأس العالم. وقال كابيللو "السيناريو المثالي لي هو فوز انجلترا على ألمانيا في نصف النهائي ثم إحراز لقب البطولة بالفوز على فرنسا في النهائي"، وأضاف "حان الوقت ليفوز فريق أوروبي باللقب خارج القارة العجوز، وباعتقادي هناك أربعة فرق أوروبية قوية جدا وهذه المرة لن تكون لها أي أعذار باختلاف الوقت والأجواء، الفرق الكبرى كالبرازيل والأرجنتين ستواجه فارق الوقت أيضا، ولكن يجب ألا نستهين بها". وتحدث مدرب المنتخب الإنجليزي عن الخضر، فقال "أنا أخشى الفرق الإفريقية، والجزائر أخطر فرق المجموعة"، واختتم المدرب بقوله "أن تكون مدرب انجلترا فهذا تحد كبير، ولو لم أملك الرغبة لذلك لما قبلت به، أنا أعشق الضغط والمسؤولية، ومحاولة تحقيق كأس العالم مع منتخب انجلترا هو أهم تحد في مسيرتي المهنية". جيراس "نقطة قوة المنتخب الجزائري هي عدم استقراره على أداء معين" ومن جهته، أكد المدرب السابق لمنتخب الغابون، الفرنسي آلان جيراس، أن المنتخب الجزائري لديه إمكانيات معتبرة للبروز في كأس العالم القادمة، واشترط لتحقيق ذلك حسن تسيير المنافسة، حيث قال إن أداء الخضر غير مستقر على نمط معين، والدليل على ذلك المسار المتذبذب خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بانغولا، إذ كان هناك فرق شاسع بين أداء أشبال سعدان في المباراة الأولى أمام منتخب مالاوي و المباراة الثانية أمام مالي، وظهر بوجه مغاير تماما في مباراة الربع النهائي أمام كوت ديفوار، وبالتالي فمصيره مرهون بالأداء الذي يقدمه في المباريات الثلاثة، ففي حال بروزه بمستوى عالي ويكون اللاعبون في يومهم فإنه سيتألق بشكل لافت ويمكنه المرور إلى الدور الثاني. وقال التقني الفرنسي في هذا الشأن "إن التشكيلة الجزائرية تتميز بوجهين متباينين تماما، فهي قادرة على التحول من وضعية الفريق المتحكم جيدا في زمام المباراة إلى حالة الفريق المتفكك"، وتابع قائلا "منتخب الجزائر يملك الفنيات والقدرة على التأقلم مع الوضعيات الجد صعبة". وعلى صعيد آخر، أبدى جيراس إعجابه بالقدرة الذهنية للاعبي الفريق الجزائري حين تابع موضحا عن هذا التأقلم مع الوضعيات الصعبة، فقال "ما أنجزه الجزائريون في المباراة الفاصلة أمام مصر يعد أمرا نادر الحدوث من خلال نجاحهم في تجاوز كل ما عانوه من قبل"، في إشارة منه إلى حادثة الاعتداء على حافلة الخضر بالقاهرة قبل 48 ساعة من مباراة الجولة الأخيرة من تصفيات المنطقة الإفريقية للمونديال. ويرى جيراس أن نقاط قوة المنتخب الجزائري تقابلها نقاط ضعف متنافرة تماما، وهي "التفكك والانفعال وفقدان التحكم في المباراة"، وبحكم هذه المعطيات فإن منتخب الجزائر، حسب جيراس "قادر على إبراز قدراته في المونديال في حالة التركيز مع المباريات مهما كانت مجرياتها. هيتزفيلد "منتخب الجزائر من أحسن المنتخبات في إفريقيا" أكد مدرب المنتخب السويسري، الألماني أوتمار هيزفيلد بأن محطة الراحة والاستجمام بأعالي كرانس مونتانا تعد المكان الأمثل للتحضير لنهائيات المونديال، حيث أن الجزائريين والسويسريين اختاروا نفس المكان لإقامة معسكر مغلق وستكون فرصة سانحة للاحتكاك بالمنتخب الجزائري والتعرف عن قرب على المدرب سعدان الذي يكن له كل الاحترام. وقال هيتزفيلد إنه تمنى مواجهة منتخب الجزائر الذي يعتبره من أحسن المنتخبات في إفريقيا. ويعتبر هيتزفيلد من أكبر المدربين في ألمانيا ويحظى باحترام بالغ من طرف الجميع، حيث سبق وأن درب نادي بايرن ميونيخ وبايرن ليفركوزن الألمانيين.