ينظر سكان قرية الشرفة ببلدية شرشال في ولاية تيبازة التفاتة جادة من الجهات المعنية لادراج مشاريع تنموية بمنطقة تحايلت ضدها الظروف القاسية بسب تجاهل ولامبلاة الادارة المحلية في رفع الغبن والعزلة عن عشرات العائلات. ويتساءل الأهالي عن فحوى برنامج رئيس الجمهورية القاضي بتحسين ظروف معيشة المواطن الجزائري في ظل تقاعس ذات اليد المخول لها العمل على تجسيد برامج التنمية مشيرين في السياق ذاته إلى الظروف القاسية والصعبة التي ترافق العائلات منذ أمد بعيد حيث لا يزال البؤس والحرمان والتخلف هي أبرز العلامات المسجلة بامتياز هنا بهاته البقعة المنسية البعيدة عن اهتمامات المسؤولين المحليين. ولعل أول ما يلفت انتباه الزائر وهو يهم بطرق أبواب القرية اهتراء وتدهور مسلك الطريق الذي يربط القرية بالطريق الوطني رقم 11 والذي هو في الأصل عبارة عن مسلك ترابي عبدته اقدام البشر والحياوانات، تغمره الحفر والبرك المائية الموحلة وبالتالي يتعذر على اصحاب المركبات اجتيازه ولكم ان تتصوروا حالة الراجلين وهم يعبرون المسلك في فترات تساقط الأمطار ما يظطر بهم إلى انتعال أحذية بلاستكية أو لف أقدامهم بأكياس بلاستكية تجنبهم الأوحال. ويضيف السكان إلى سجل معاناتهم ازمة العطش الخانقة التي زادت كثيرا من ماسيهم حيث لا يزال الأهالي ينتهجون طرق جد بدائية في جلب الماء بالرغم من توفر عدة مضخات بمنطقتهم فيما تبقى رحلة البحث عن قارورة غاز البوتان متواصلة في ظل غياب مشاريع ربط القرية بالغاز الطبيعي الذي اصبح حقا أكثر من ضرورة من شأنه اختزال مشقة أطفال القرية الذين غالبا ما تقع على عاتقهم هاته المهمة الصعبة. وفي شق أخر تغرق القرية في الظلام الدامس وتتحول إلى شبه مقبرة حقيقية جراء انعدام الانارة العمومية ما يتعذر على الكبار الخروج ليلا لقضاء مصالحهم خشية حدوث حالات السرقة والاعتداءات كما لا يزال الوادي الذي يخترق القرية هاجس السكان فغالبا ما يعزلهم عن العالم الخارجي ما يجبر المتمدرسين على التغيب عن مقاعد الدراسة مخافة أن يجرفهم مجرى الوادي الذي يفيض عن آخره ما دفع بهم إلى مناشدة المسؤولين المحليين بضرورة أن يتحركوا بالشكل الجاد والفعلي لتشييد على الأقل جسر للعبور ما سيفك عنهم العزلة القاتلة ايام التساقط.