وصف الأمين العام لوزارة التربية الوطنية أبوبكر خالدي، أن نسبة النجاح الكبيرة في شهادات البكالوريا والتعليم المتوسط والابتدائي المسجلة لهذا العام، والتي بلغت على التوالي 61.23 بالمئة، 70.18بالمئة و76.04 بالمئة، وصفها بأنها "ثمار برنامج إصلاح مدروس مس كل المنظومة التربوية منذ سنة 2003". وأوضح أن هذا الإصلاح شمل تعديلا شاملا لبرامج ومقررات الأطوار الدراسية على اختلافها، وكذا تحسين مستوى المؤطرين التربويين من خلال توظيف 120 ألف مؤطر حاصل على شهادة الليسانس، بينما لم يكن عددهم يتجاوز 07 آلاف في 2003، بالإضافة إلى الدعم الكبير المقدم من طرف الحكومة، والذي ترجم بمنح قطاع التربية حصة الأسد في برنامج الإصلاح الجديد. وأضاف الأمين العام لوزارة التربية، في حديثه لبرنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، يوم أمس، إن "أهم عاملين لبلوغ هذه النسبة المشرّفة، خاصة فيما يتعلق بشهادة البكالوريا، هما حرص الوزارة على تدارك التأخير الذي سببته موجة الإضرابات التي عرفها العام الدراسي الماضي من خلال برمجة أقسام استدراكية ودروس تقوية، بالإضافة إلى تكييف أسئلة الامتحانات وفقا للدروس المكتملة فقط". وتابع ذات المسؤول قائلا: "أما العامل الثاني، فيتعلق بالوعي الكبير الملموس لدى أولياء التلاميذ، باعتمادهم على تقديم الدعم المعنوي طيلة السنة الدراسية النهائية وخلال فترة الامتحانات على وجه الخصوص، مما يساهم بشكل كبير في تحصيل النتائج الإيجابية". من جهة أخرى، أكد بوبكر خالدي أن نسب التقدير المسجلة ضمن طوري الابتدائي والمتوسط، والتي بلغت على التوالي 997.560 ألف تقدير و138.900 ألف تقدير، إنما هي مشاريع نجاح مذهل في شهادة البكالوريا مستقبلا، بينما يعد نجاح 98 ألف مترشح لشهادة البكالوريا بتقدير ضمانا لمستوى جامعي مشرّف وواعد بجيل يعتمد عليه الارتقاء ببلاده مستقبلا. كما تحدث خالدي عن تنصيب الوزارة للجنة خاصة من أجل دراسة الأوضاع التربوية في عدد من ولايات الجنوب، والوقوف على عوامل النقص التي تؤدي إلى استمرار تدني نسبة النجاح بهذه المناطق، مشيرا إلى أن ولاية الجلفة لا زالت مصنفة في آخر القائمة منذ سنوات، مؤكدا أن المؤسسات التربوية بهذه المناطق تستفيد من نفس ظروف العمل في باقي ولايات الوطن قائلا: "أعتقد أن المشكل متعلق بسوء التسيير أو قلة الانضباط، بالإضافة إلى مشكل ضعف مستوى اللغات الأجنبية وإهمال الأولياء".