اعترف، أمس، أمين بن سمان، رئيس مجموعة التفكير "فلاحة اينوف" بالتأخر الكبير الذي تسجله البلاد في مجال إنتاج وصناعة زيت الزيتون في وقت تحوز فيه على إمكانيات طبيعية وبشرية تسمح لها بسد حاجيات السوق المحلي والتصدير نحو الخارج. وأضاف بن سمان أن الإنتاج الجزائري من زيت الزيتون لا يمثل حاليا سوى 1 بالمئة من طاقة الإنتاج العالمي، ولا تتجاوز المساحة الإجمالية المستغلة 300 ألف هكتار في وقت تتربع البلاد على مساحات تتجاوز 3.5 مليون هكتار صالحة لإنتاج أجود وأرقى أنواع الزيتون الموجه لصناعة الزيت. وأفاد المتدخلون الذين نشطوا، أمس، بقصر المعارض الندوة الصحفية التحضرية للفوروم المتوسطي الأول حول زيت الزيتون، المرتقب تنظيمه يومي 29 و30 مارس الجاري، أن المواطن الجزائري لا يستهلك سوى 0.5 لتر من زيت الزيتون كمعدل سنوي في وقت تتراوح الكمية التي تقرها المنظمة العالمية للصحة كمعيار دولي ما بين 10 و12 لترا سنويا بمعنى أن ما يستهلكه الجزائري أقل 20 مرة وأكثر عما يستهلكه المواطن في تونس، التي تصنف تجربتها في مجال جني الزيتون وصناعة الزيوت من أنجع وأقوى التجارب على الصعيد العالمي، علما أن تونس تستغل حاليا أكثر من 1 مليون هكتار لغرس أشجار الزيتون وتنتج سنويا 110 مليون لتر سنويا ما يمثل 3 أضعاف ما تنتجه الجزائر التي ما يزال سقف إنتاجها في حدود 30 مليون لتر سنويا وهو حجم ضعيف للغاية مقارنة بإمكانياتها الطبيعية –الماء بالدرجة الأولى- والبشرية التي تتمتع بها خصوصا في منطقة الهضاب العليا والأطلس التلي. وقد ناقش وتباحث الخبراء أسباب هذه الكبوة، مؤكدين أن مشاكل قطاع إنتاج الزيتون وصناعة الزيت معقدة ومتشابكة وهي من نفس المشاكل التي يعاني منها قطاع الفلاحة عموما، مؤكدين أن غياب حوار جدي بين المتعاملين في القطاع واستمرار الوصاية في تجاهل أحد أكبر القطاعات مردودية أولا للعملة الصعبة وثانيا في امتصاص يد عاملة كبيرة ما تزال حجرة عثرة أمام كل المبادرات الرامية إلى بعث هذه الصناعة بما يحقق الاكتفاء الذاتي والتصدير نحو الخارج. واستعرض خبراء ومهندسون زراعيون تجارب رائدة أتت بنتائج جد إيجابية في البلدان المتوسطية وطرحها كبديل من أجل دعم الإنتاج وتجاوز المناهج الكلاسكية التي ما يزال العمل جار بها في معظم المعاصر عبر 16 ولاية معروفة بإنتاج الزيتون وصناعة الزيت، لكن عدم تجاوب الوصاية وعلى رأسها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مع سلسلة المقترحات وحتى التوصيات التي تتوج بها مختلف اللقاءات والمنتديات التي نظمت على امتداد السنوات الأخيرة والخاصة بقطاع زراعة أشجار الزيتون وإنتاج الزيت مما عطل الانطلاقة الفعلية للفاعلين الأساسيين في المجال. وشجب المتحدثون أيضا التقصير غير المبرر في مجال التكوين والتحسيس رغم وجود برامج ومشاريع ما تزال في أدراج الوصاية (الغرف الجهوية للفلاحة)، حيث أكدوا أن الفلاح يجهل لحد الساعة الخطوات والأشواط المعتبرة التي حققها نظراؤهم في الدول الجارة والمتوسطية عموما بفضل التكنولوجيات الحديثة المتوصل إليها في مجال معالجة مادة الزيتون والتقليل من الأحماض الأساسية إلى المستوى الموصي به عالميا.