يحتضن ملعب 5 جويلية مساء اليوم مباراة ودية هامة للمنتخب الوطني أمام نظيره الغابوني تحضيرا لإقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي ستنطلق خلال شهر سبتمبر القادم، حيث سيكون أول ظهور للخضر منذ نهائيات كأس العالم الماضية وبالتالي فالأنصار متلهفون لاكتشاف الوجه الجديد لأشبال سعدان ولوأن التشكيلة ستعرف بعض الغيابات على غرار مهدي لحسن وعنتر يحي ومن المحتمل أيضا رفيق حليش، ولوأن المواجهة ودية إلا أن نتيجتها ستكون في غاية الأهمية بالنسبة للجزائريين، وهذه المرة لا يمكن تقبل الفكرة التي طالما رددها الناخب الوطني في كل مناسبة ودية وهي التركيز على الأداء الجيد دون النتيجة، حيث الجميع يعرف جيدا أن مشكل المنتخب ليس في الأداء ولكن في العقم الهجومي الذي استمر لعدة مباريات، والأدهى من ذلك أن الجماهير أرجعت السبب في ذلك إلى الخطة التي ينتهجها سعدان والتي تعتمد بشكل كبير على الدفاع، وبالتالي فهذه المباراة تعتبر فرصة "للشيخ" من أجل إدخال تعديلات على التشكيلة وإعطاء حرية أكبر لخط الهجوم خاصة مع عودة الهداف السابق لوفاق سطيف عبد المالك زياية إلى جانب كريم مطمور. زياية مكان غزال لتجنب غضب الأنصار وعلى إثر الكثير من المعطيات المتوفرة فإن سعدان لن يخرج عن النطاق المعهود وهو الاعتماد على نفس الوجوه باستثناء العناصر الغائبة لأسباب قاهرة، حيث من المحتمل أن يقحم زياية في القاطرة الأمامية رفقة مطمور مع استبعاد غزال المغضوب عليه منذ نهائيات كأس العالم، حيث أنه وبعملية بسيطة لسبر الآراء فإنه سيكون الهدف الأول لانتقادات الجماهير في الملعب ثم يليه زياني، وفي المقابل من المنتظر أن يحظى الحارس مبولحي باستقبال رائع، خاصة وأنه سيكون أول ظهور له في الجزائر بألوان الخضر إضافة إلى مردوده الرائع في المونديال. الأنصار لسعدان: " نريد الأهداف وليس الأداء" يبدو أن أنصار الخضر لم يهضموا تصريحات المدرب سعدان بخصوص الهدف من وراء المباراة الودية أمام الغابون وذلك بتأكيده على أن النتيجة لا تهم، وهوالخطأ الذي ستكون، حسبهم، عواقبه وخيمة لمنتخب لم يسجل منذ مدة طويلة رغم انه لعب عدة مباريات رسمية وودية، حيث أكدوا أن تسجيل نتيجة سلبية لا تعوض أبدا الأداء ولوكان متميزا، لأن الجزائريين، على حد قولهم، يدركون جيدا أن المنتخب الوطني يقدمون أداء راقيا و الدليل على ذلك هوما صنعوه في المونديال، لكن يبقى الأهم هو إيجاد حلول لمشكل الصيام عن التهديف الذي يؤرق الجميع. سعدان: " الفترة الحالية صعبة على اللاعبين من الناحية البدنية" وقد أكد سعدان أن مباراة الجزائر والغابون ستكون فرصة لتقييم المستوى الحالي للاعبين تحسبا لمباراة الثالث من سبتمبر القادم ضد تانزانيا لحساب الجولة الأولى من إقصائيات كأس الأمم الإفريقية 2010، وقال أن النتيجة أمام الغابون تهم، وبالمقابل سنقحم أكبر عدد ممكن من اللاعبين للوقوف على لياقتهم وتحديد طريقة استعمالهم ضد تانزانيا، هذا وقد اعترف أن اللاعبين الجزائريين ليسوا في أحسن مستواهم حاليا، وقال في هذا الشأن " شهر سبتمبر كان على الدوام صعبا للاعبين والفرق الجزائرية كونها فترة انتقالية، فليس في مقدور الفريق أن يكون في لياقة كبيرة خلال هذا الشهر، ورغم ذلك سنحاول تسيير هذه الفترة بأفضل طريقة ممكنة لتحقيق نتائج جيدة". " يجب أن ندعم المنتخب بمحترفين جدد" اعترف رابح سعدان بأن الكرة الجزائرية تعيش أزمة حقيقية بسبب غياب التكوين على مستوى أندية الدوري المحلي، داعيا الجماهير إلى البقاء وراء فريقها لأن القادم سيكون أصعب، حيث قال أنه لا يجب الاختفاء وراء النتائج التي يحققها المنتخب لأن الواقع يؤكد أن الكرة الجزائرية في أزمة حقيقية، بعد عودتي إلى المنتخب في نهاية 2007، كان المنتخب يتشكل من 50 في المائة من اللاعبين الذي ينشطون في الدوري المحلي و50 في المائة من المحترفين بالخارج، لكن في مونديال جنوب إفريقيا شاركنا ب20 محترفا وثلاثة من الدوري المحلي، وهو ما يعني أن الأندية الجزائرية مدعوة للعمل أكثر من أجل تكوين لاعبين بإمكانهم اللعب في المنتخب، تأهلنا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بعد غياب عن دورتين متتاليتين، وحققنا مشوارا جيدا، كما نجحنا في تقديم أداء جيد في المونديال على الرغم من أننا لسنا في أفضل حالاتنا الفنية والتكتيكية، لكن هذا لا يجب أن ينسينا أننا ما زلنا بعيدين عن المستوى المطلوب". مصباح مرشح لخلافة لحسن هذا وسيغيب لاعب خط وسط فريق راسينغ سانتاندر الإسباني مهدي لحسن عن مباراة اليوم وذلك لكونه يعاني من إصابة قديمة في الفخذ تمنعه من المشاركة، وهوالأمر الذي دفع الجهاز الفني إلى عدم الاستعجال في الدفع به، تمهيدا لحصوله على القسط الكافي من الراحة. ولم يلتحق لحسن بمعسكر المنتخب بخلاف اللاعبين ال21 الآخرين، الذين استدعاهم سعدان من بينهم الحارس وهاب رايس مبولحي، الذي توفيت والدته مؤخرا، وعبد المالك زياية، مهاجم اتحاد جدة السعودي العائد إلى الفريق بعد غياب دام ستة شهور. ولذلك فمن المنتظر أن يتم إقحام لاعب ليشي الإيطالي مصباح في مكان لحسن، حيث أنه قدم مردودا جيدا في المباراة الودية التي جرت أواخر شهر ماي الماضي أمام المنتخب الإيرلندي في دبلن.