أزاحت الثلوج الأخيرة التي تساقطت بولاية جيجل الستار عن واقع معاناة المدرسين والتلاميد بالمناطق النائية وكانت قد عزلت العديد من هاته المناطق. وكشفت عن معاناة تلاميذ العديد من القرى والمداشر الجبلية الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة درجات الحرارة المتدنية وموجة القر والبرد الشديد. وكان بعض الأولياء قد منعوا أبناءهم من الالتحاق بمدارسهم على مستوى المناطق التي غطتها الثلوج وذلك لعلمهم المسبق بما ينتظرهم على مستوى هده المدارس وهوما أشارت له الامة العربية في عدد سابق فإن عشرات التلاميذ الذين التحقوا بمقاعد الدراسة على مستوى بعض المناطق النائية وجدوا أنفسهم في مواجهة الحقيقة المرة لهذه المدارس التي تحوّلت إلى ثلاجات بفعل عدم توفرها على أنظمة للتدفئة، وهومايفسر لجوء بعض المعلمين إلى إشعال النار في بعض زوايا الأقسام معتمدين في ذلك على مادتي المازوت والحطب وهذا من أجل تدفئة أيدي وأرجل التلاميذ الذين كانوا يرتجفون من شدة البرد وبعضهم كانوا يبكون بأعلى صوتهم على حد تعبير احد المعلمين الدي فضل عدم ذكر هويته يدرس ببلدية اولاد عسكر وذلك من شدة البرد الذي ألم بهم وهومادفع بمعلميهم إلى السماح لهم بالعودة إلى منازلهم وسط أكوام الثلوج التي تجاوز سمكها في بعض المناطق الجبليةالخمسين سنتمترا. وجاءت موجة الثلوج الأخيرة لتفضح السياسة العرجاء التي يتبعها القائمون على قطاع التربية بعاصمة الكورنيش جيجل سيما في مجال النهوض بالمدارس المتواجدة بالمناطق النائية بدليل أن تلاميذ هذه المدارس لازالوا يدرسون في ظروف قاصية جدا حتى الكبار لم يقووا على مسايرتها فما بالك بأطفال تتراوح أعمارهم مابين (6و11) سنة. ويبقى بهدا السؤال المطروح حول وجهة الأموال التي رصدت لتزويد هذه المدارس بأنظمة التدفئة الحديثة وكذا تلك التي رصدت لترميم هذه المدارس وتجنيب أطفالها قطرات المطر التي تتسرب من الأسقف والجدران الآيلة للسقوط ..جيجل.