كشفت مصادر مقربة من وزارة المالية، أن العملاق الألماني للخدمات البنكية والمصرفية "دويتش بنك" قد أبدى استعداده للاستثمار في الجزائر من خلال فتح فرع له في البلاد، مؤكدة أن الملف الذي تمت مباحثته خلال الزيارة الأخيرة التي قادت رئيس الجمهورية إلى ألمانيا ما يزال مفتوحا والمفاوضات الجارية قطعت أشواطا مهمة، في انتظار أن يلتحق البنك الألماني بمحيط الأعمال في البلاد ودعم خارطة البنوك الأجنبية الناشطة محليا. وقالت مصادرنا إن اللجنة المختلطة الجزائرية الألمانية التي عقدت آخر اجتماع لها في العاصمة الألمانية برلين، منتصف شهر ديسمبر الماضي، عكفت على دراسة الملف وتدفع به إلى التحقيق الميداني، وقد انطلق الطرف الألماني من اعتبارات ومعطيات عديدة وصفتها ب "المشجعة"، على اعتبار أن المنظومة البنكية في الجزائر ما تزال خصبة ومردودها واعد. كما أن المحيط المصرفي والبنكي في البلاد، سجل تحسنا خلال السنوات الأخيرة. كل هذه الخصوصيات وأخرى، حفزت الطرف الألماني بقوة لحسم مسالة استثمار أحد أكبر البنوك في القارة الأوروبية والرائد في مجال بنوك الاستثمار وخدمات إدارة المحافظ والثروات الخاصة. ويعتزم البنك في خطوة أولى، الدخول إلى الجزائر عبر فرعه "دويتش كابيتال ماركت"، وهو بنك فرع متخصص في التعاملات بالتجزئة وهو في انتظار رد السلطات الوصية في الجزائر، خصوصا وأن الطرف الألماني أبدى استعداده الالتزام بإجراءات قانون المالية الخاص بسنة 2009 والقاضي بالالتزام بنظام الحصص 51 بالمائة للطرف الجزائري و49 بالمائة للشريك الأجنبي. ومعلوم أن رغبة البنك الألماني "دويتش بنك" للاستثمار في الجزائر، ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى سنوات خلت، وتحديدا إلى سنة 2005 خلال انعقاد اللجنة المختلطة الأولى الجزائرية الألمانية بالجزائر. كما أن المدير العام السابق للغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة اندريياس انجنهوثر، قد أكد في العديد من المناسبات أن "دويتش بنك" يرغب فعلا دخول السوق الجزائرية وقد شرع مسؤولوه من يومها في لقاءات مع المسؤولين الجزائريين من أجل الحصول على الضوء الأخضر لمباشرة النشاط. وجدير بالذكر، أن الجزائر تحصي حتى اليوم أكثر من 8 بنوك أجنبية ناشطة في البلاد، أهمها البنكين الفرنسيين "سوسيتي جنرال" وبنك "بي آن بي باري با" و"بنك السلام" و"المصرف العربي للتمويل والإسكان" و"بنك الخليج"... رغبة البنك الألماني "دويتش بنك"، ليست الوحيدة التي سجلتها وزارة المالية خلال السنتين الماضيتين، فقد استقبلت عروضا عديدة من طرف بنوك عربية وأوروبية عديدة هي حاليا قيد مشاورات ومباحثات. وما يزال "دويتش بنك" يواصل سياسته التوسعية في كل من أمريكا الشمالية وآسيا وأسواق الدول الناشئة، ويحوز حاليا على 80 ألف موظف في 73 دولة، ويقدم خدمات مالية مميزة، ويسعى باستمرار إلى التنافس في سبيل أن يصبح أفضل موفر للخدمات المالية العالمية لزبائنه وخلق قيمة مضافة لكل من مساهميه وموظفيه. "دويتش بنك" ينصّب رئيسا جديدا لعملياته في شمال إفريقيا والشرق الأوسط أعلن البنك الألماني "دويتش بنك"، أمس، عن تعيين فيليب فولو رئيساً لعملياته في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ويتسلم فولو المنصب من ألكسندر شوتز والذي كان قد شغله منذ سنة 2005 والذي سيصبح بدوره المدير الدولي لعمليات الخدمات البنكية للأفراد التابعة للبنك. وسيقوم فولو، والذي سيكون مقره دبي، برفع تقاريره إلى أشوك أرام، الرئيس التنفيذي للبنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإلى بيل وودلي، الرئيس العالمي للعمليات في قسم الإدارة الإقليمية. وقال أرام إن تعيين فيليب فولو يأتي ليؤكد مرة أخرى على التزام البنك تجاه المنطقة. فمن خلال خبرته الواسعة، سيلعب فولو دوراً محورياً في تطبيق إستراتيجيته الإقليمية والتي تركز على النمو وتوسيع نطاق الخدمات والمنتجات المالية المقدمة. وسيصبح فولو عضواً في اللجنة التنفيذية لدويتش بنك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيرأس لجنة العمليات الإقليمية له. وستناط به مسؤولية الإشراف على كافة أقسام البنية التحتية التابعة للبنك في المنطقة وفروعه والشركات التابعة له ومكاتبه التمثيلية.