اعترف قائد القوات البريطانية في افغانستان العميد إد ديفيز أن حركة طالبان لا تزال بعيدة عن الهزيمة، محذرًا من "هجوم مذهل" تخطط الحركة لتنفيذه ضد قواته في إقليم هلمند جنوبأفغانستان. ونقلت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية الصادر عددها أمس، عن العميد ديفيز قوله بان مجموعة عالية المستوى من حركة طالبان ما تزال متقدمة خطوة واحدة على قوات الناتو على الرغم من تصفية 16 من قادتها بالأسابيع الماضية، وفق قوله. وأضاف أنه لا تزال هناك نواة صلبة من طالبان يصعب قتالها أو اعتقالها وتملك تكتيكات متطورة بتنفيذ عملياتها، وتخطط لشن المزيد من الهجمات ضد قادة قوة (إيساف) وقادة القوات الافغانية. وأوضح العميد ديفيز أن هذه المجموعة من طالبان تتمتع بكفاءات عالية وطوّرت تكتيكاتها وتقنياتها وعملياتها مثل قوات الناتو، وتريد خوض قتال شرس بفصل الشتاء بعد أن أقنعت الناس بأنها ستكسب المعركة، وشن عمليات مذهلة سعياً وراء الدخول في عمق الجاليات المحلية المحمية من قبل قوات الأمن الافغانية، مضيفا أن الحلف يقوم بمضاعفة جهوده لمنعها من تحقيق هذا الهدف. وأقر القائد البريطاني بأن حركة طالبان "ما تزال بعيدة عن الهزيمة، وأن المكاسب التي تم إنجازها بإقليم هلمند ما تزال قابلة للتراجع، ولا يزال هناك الكثير من العمل الشاق يتعين القيام به". وينتشر10 آلاف من الجنود البريطانيين في أفغانستان، ومعظمهم في إقليم هلمند، وقد قتل 378 جنديا منهم منذ الغزو الغربي لأفغانستان في عام 2001، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة. ومن المتوقع أن تسحب بريطانيا التي تعد ثاني أكبر قوة في أفغانستان بعد الولاياتالمتحدة، ما بين 500 و800 جندي بين فيفري المقبل ونهاية 2012، علما بأن الحكومة البريطانية أعلنت في ماي أنها ستسحب نحو 400 جندي من أفغانستان خلال الأشهر التسعة التالية مقلصة عدد القوات إلى 9500 جندي. من جهتها، صرحت لجنة في البرلمان البريطاني، الشهر الماضي، بأن الجيش البريطاني ضعيف للغاية وأنه لا يستطيع هزيمة حركة طالبان،محذرا من سحب بريطانيا لقواتها في وقت مبكر. وقال تقرير للجنة الشؤون والدفاع بالبرلمان البريطاني إن القوة البريطانية التي تم إرسالها لإقليم هلمند عام 2006 كانت سيئة التجهيز،وعانت من قلة الموارد،خاصة المروحيات،ووصف التقرير هذه القوة أنها ضعيفة جدا لهزيمة طالبان، إلا أن انسحاب هذه القوة من أفغانستان في وقت مبكر يمكن أن يضعف بقية القوات المتبقية هناك. وحمّل التقرير وزارة الدفاع وكبار المسؤولين العسكريين مسؤولية هذه الأخطاء الجسيمة التي عانت منها القوة العسكرية البريطانية التي تم نشرها في إقليم هلمند. وأضاف التقرير أن خطة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للانسحاب من أفغانستان بداية عام 2014 من الممكن أن تقوّض إستراتيجية التحالف الدولي،كما أن التقرير يبدي مخاوفه بشأن مدى استعداد القوات الأفغانية لتولي مسؤولية الأمن،لافتا إلى أنه لابد من أن يكون سحب القوات البريطانية من أفغانستان يعتمد على الوضع القائم هناك. وكشف التقرير أن القيادات العسكرية التي كانت راضية بمستوى الدعم الذي تتلقاه البعثة لم تكن تتوقع معدل سقوط القتلى بين صفوفها، موضحا أن نحو أكثر من 370 جندي بريطاني لقوا حتفهم، بالإضافة إلى إصابة ما يقرب من 2000 جندي بريطاني حتى الآن. ووصف تقرير اللجنة البرلمانية البريطانية توجه كاميرون بسحب المزيد من القوات البريطانية من أفغانستان بالخطوة الخطيرة،مشددا على تحديده في المدى القصير، موضحا أن الانسحاب على المدى الطويل ينطوي على سحب مجموعة قتالية كاملة من هذه القوات.