دعا الدكتور بدر الدين زواق مختص في المقامات الأئمة والمؤذنين بصفة خاصة إلى ترك تقليد "المشارقة" في الإعلان عن الآذان، وتعلم فن المقامات وإعادة له الاعتبار، الهدف من ذلك هوترقية الأصوات وتهذيبها وهذا لا يحدث إلا بإحداث التزاوج بين الجزائر والمغرب لاستخراج مقام مغاربي موحد. انطلقت أمس الاثنين بدار سيدي الكتاني بقسنطينة فعاليات الدورة المغاربية الأولى لتكوين المقرئين والمؤذنين شاركت وجوه ذات حناجر شجية تتحف يوميا المؤمنين بصوتها الآذان، وهي الدورة الفريدة من نوعها في الجزائر لانتقاء أحسن المؤذنين وفتح الباب لترقية أصواتهم وامتلاكهم لآليات علم المقامات، يشرف على الدورة مختصين في المقامات وأساتذة من معهد الموسيقى، الهدف من الدورة تسليط الضوء على فن المقامات من الناحية التاريخية ومؤسسيها وأشهر الذين كتبوا في هذا المجال، كذلك الوقوف على قواعدها وأسسها كفن، وقد شارك في هذه الدورة مؤذنين ومقرئين ومنشدين من الجزائر والمغرب وفي مقدمتهم المنشد العالمي عبد الواجد بلال من المغرب يرافقه الدكتور محمد فاضل ومحمد العربي أبوحزم من المملكة المغربية، ومن الجزائر يوسف سلطاني ورشيد بن عالية ومنشدين آخرين، وهذا على مدار أربعة أيام، وسيكون الاختتام يوم 26 أوت الجاري فيه توزع الجوائز على الفائزين في المسابقة ويعتبر فن المقامات له من الأهمية بمكان، فقد اختار الرسول صلى الله عليه وسلم بلال مؤذنا له لجمال صوته وصداه وحري للمؤذن والإمام أن يكون مالكا لهذا العلم، الذي يعمل على تحسين صوت المؤذن، لاسيما وهذا الأخير كان سببا في دخول غير المسلمين إلى الإسلام ونطقهم بالشهادتين من النساء والرجال ( ليلى مراد التي كانت يهودية)، وكشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة في هذا الإطار عن إنشاء هيئة تتابع المؤذنين على مدار السنة وتقدم لهم دروسا في المقامات من أجل الارتقاء بالأذان على مستوى المساجد. وحول إقامة الأذان أشار المنشد العالمي عبد الواحد بلال أن من شروط المؤذن أن يكون من حفظة القرآن، لأنه ربما يخطئ الإمام أويغيب وفي هذه الحالة لابد من بديل، ومن جهته ذكر الدكتور محمد العربي أبوحزم من المغرب وهوإعلامي وشاعر وباحث في الموسيقى جميع المغنين المشهورين بدوا بترتيل القرآن ومنهم الفنان محمد عبده، والمطربة فيروز وهي طفلة في العاشر من ربيعها. وأشار المتحدث إلى أن معظم المؤذنين يقلدون أصوات مؤذنين آخرين في إشارة منه إلى المشارقة دون البحث في إيجاد طريقة تناسبهم وتجذب الجمهور حولهم، علما أن جملة من المحاضرات تقدم اليوم حول فن لمقامات وقواعده حيث سيتطرق المختصون إلى تاريخ المقامات وطرق انتشارها.