تتوقع الدول المتقدمة التي تقف إلى جانب الثوار اللبيين ضد نظام معمر القذافي إبرام عقود مربحة لكن آمالها يمكن أن تخيب لان المنافسين كثر والسلطة الجديدة لا مصلحة لها في تغيير كل شيء لاسيما في القطاع النفطي.واكد ناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي يقيم في لندن انه "لن تكون هناك محسوبية سياسية"، موضحا ان النظام الجديد سيعمل "بكل شفافية". وأضاف جمعة القماطي ان "العقود ستمنح على أساس الجدارة"، مخالفا بذلك تصريحات لرئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل الذي قال انه سيتم تغليب الدول الحليفة.وقبل الثورة على القذافي، كانت ليبيا التي تملك اكبر احتياطي للنفط في افريقيا وتحتل المرتبة الرابعة بين البلدان المنتجة للنفط في القارة، تصدر ثمانين بالمائة من ذهبها الأسود الى أوروبا وخصوصا إلى فرنسا وايطاليا.وقالت وكالة الطاقة الدولية ان إنتاج ليبيا من النفط بلغ 155 مليون برميل في 2010. ويرى فرنسيس بيران الخبير في الشؤون الليبية في المركز العربي للدراسات النفطية ان "السلطة الليبية الجديدة لا تملك اي سبب لبيع نفطها بسعر رخيص لأصدقائها لأنها تعلم انه سيكون لها الكثير من الأصدقاء في العالم". وأضاف بيران ان "المكافأة السياسية ستخفض، لأن الإمكانيات النفطية والغازية في ليبيا كبيرة إلى درجة أنها لا تحتاج لتوزيع هدايا من اجل جذب الشركات العالمية الكبرى". ويكاد يكون إنتاج النفط معدوما حاليا ويجب استئنافه بسرعة، لذلك يرى خبراء ان الشركات الموجودة أصلا تبدوفي موقع قوة، أي الفرنسية "توتال" والاسبانية "ريبسول" وخصوصا الايطالية "إيني" التي لا يمكن تجاوزها.وفي الواقع تعهد الثوار في نهاية المطاف باحترام العقود التي أبرمت في عهد القذافي. وقد وقعت الايطالية ايني التي تملك حصة الأسد في السوق وتسيطر بمفردها على الأنبوب الوحيد لتصدير الغاز، اتفاقا مع المجلس الوطني الانتقالي لاستئناف نشاطاتها في البلاد. لذلك لا يمكن ان تكافأ الدول الحليفة الا بالعقود الجديدة وخلال سنوات عدة. من جهته، قال نيكولو سارتوري الباحث المتخصص في شؤون الطاقة في معهد الشؤون الدولية في روما انه قد لا يحدث تغيير في الأمدين القريب والمتوسط "لكن على الأمد الطويل وعندما يتعلق الأمر بالحصول على عقود جديدة، اعتقد ان فرنسا تملك فرصا كبيرة لان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التزم بقوة". وقالت حليمة كروفت خبيرة النفط في باركليز كابيتال إن "كثيرين في السوق يعتدقون ان النظام الجديد وتحت تأثير الغرب سيمنح عقودا مشجعة جدا للدول التي دعمت بقوة حلف شمال الاطلسي".