فلا يختلف اثنان أن منطقة القبائل كان لرجالها ونسائها وشيوخها وعجائزها وشبابها وشاباتها الدور الفعال والكبير الذي لا ينكره إلا جاحد في تحقيق الانتصار، أثناء الثورة التحريرية، وبالتالي الاستقلال عن الدولة الاستعمارية فرنسا، وظن الجميع آنذاك أن عهد العمالة والوشاية والخيانة التي كان يقوم بها "القومية والحركى" قد ولّى مع ذهاب هؤلاء إلى بلدهم المفضل وذلك بعدما حملتهم آخر سفينة غادرت ميناء الجزائر، إلا أن الجميع تيقن بما لا يدعو للشك بأن هذا البلد بخيراته وثرواته مستهدف حقا من طرف بعض الأطراف والتي لا محل لها من الإعراب سواء على مستوى الخريطة السياسية أو الشعبية، هذه الأطراف التي يقودها زعيم ما أصبح يسمى ب "الانفصاليين" بمنطقة القبائل، قام، أول أمس، من خارج الوطن دون حياء أو استحياء بممارسة الفعل المخل بالحياء سياسيا، حيث قام بممارسة الفاحشة السياسية على السيادة الوطنية ورموزها وثوابتها وعلى الشعب الجزائري الذي لا زال يتعافى تدريجيا من مخلفات العشرية السوداء بفضل السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية ليطلّ علينا المغني "مهني" بأغنية قديمة جديدة عرفت كسادا في السوق الوطنية عنوانها "الحكم الذاتي لمنطقة القبائل"، ورغم أن هذا "العاق" يدرك بأن هذا الطرح يمس بالسيادة الوطنية ووحدتها وقانون العقوبات الجزائري يجرم صاحبه ويضعه في خانة أولئك الذين إن ثبتت عليهم التهمة يطبق عليهم حكم الإعدام، إلا أن "مهني" لا يتردد في الجهر بهذا الطرح كلما أتيحت له الفرصة، وخير دليل على ذلك، حسب الأوساط المتتبعة لتحركات صاحب فرقة "إيمازيغان إيمولا" أنه استغل كياسة السلطات ودبلوماسيتها الزائدة عن اللزوم فأصبح يقوم بترويج سمومه وسط شباب المنطقة، وذلك بغية تخدير عقول شبابها وشاباتها لتسهيل تبنيهم أطروحته الشيطانية وأهدافه الانفصالية بهدف تحريكهم ضد الشعب، ونظامه وبداعي المطالبة بالحكم الذاتي والانفصال عن الوطن الأم مستغلا في ذلك أوضاع بعض الشباب الذين يعانون كسائر الشباب الآخرين عبر مختلف مدن الجزائر من وضع اجتماعي قد يكون في كثير من الحالات مزرٍ، ومحاولا في كل مرة استعمال مهارته الفنية للعزف على ضحايا أحداث الربيع الأسود والتي مرّ عليها أكثر من 29 سنة.