ليس بالضرورة أن يحدث لهذا الوطن شيء لنغني له "عبدو درياسة" صاحب الصوت الشجي بدأ مشواره الفني على أطلال روائع والده الحاج رابح درياسة الذي اعتزل الفن وإلى الأبد كمؤدي تلك الأغاني التي كان لها صدى مغاربيا وعربيا كبيرا منها "نجمة قطبية"، "يا العوامة" إلى غيرها، ثم اتجه إلى الطابع الشرقي وبدأها بالأغاني الصعبة لكاظم الساهر التي تحتاج إلى نفس عميق وصبر قوي كأغنية "زيديني عشقا"، كما ارتبط اسمه بالأغاني الوطنية التي يؤديها ببراعة بشهادة النقاد والعارفين حيث يعتبر الفنان الوحيد من أبناء جيله الذي يقدم أغنية على الجزائر الحبيبة كل سنة. "عبدو درياسة" سوف يحدثنا في هذه المقابلة الشيقة عن إنتاجاته الجديدة والأغاني الوطنية وأشياء أخرى لأول مرة فقط على صفحات "الأمة العربية". * في حفل غزة الأخير كنت صرّحت ل "الأمة العربية" أنك بصدد تحضير ألبوم بمصر لكنك لم توافينا بالتفاصيل؟ ** نعم مازلت أحضر فيه إلى حد الآن لأن في المشرق الألبوم يعطونه قيمة حقيقية، فمن الممكن أن يستغرق تحضيره سنة كاملة ليخرج في أبهى حلّة، وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة، نشّطت عدة حفلات لتحسيس المواطن بالانتخابات ودوره في صنع القرار التي نظمها ديوان الثقافة والإعلام، لهذا تعطلت لكن من الآن فصاعدا سأخصص كل وقتي لهذا الألبوم. * هل نفهم من هذا أن الألبوم والكليبات كلها تنجز بمصر؟ ** طبعا لا، هناك أغانٍ تسجل وتصور كليباتها بمصر والأخرى تسجل وتصور بالجزائر. * من هو المخرج الذي سوف تتعامل معه في هذه الكليبات؟ ** أردت من خلال هذا الكليب الذي سوف أصوره أن أحدث ثورة حقيقية في هذا الميدان، وأردت أن أخرج بتميز بعكس الكليبات التي نشاهدها في الفضائيات، فاخترت المخرج الغني عن كل تعريف الأستاذ "طارق العريان" زوج الفنانة المعروفة "أصالة نصري". * أيمكن أن تطلعنا على اسم الشركة القائمة بالإنتاج؟ ** الشركة التي أمضينا معها هي شركة "ايوي" المصرية لصاحبها "نجيب السويريس" صاحب شركة "أوراسكوم" في الجزائر. * سمعنا من مصادر موثوقة أنك بصدد التحضير لألبوم آخر، هل هذا صحيح؟ ** نعم، أحضر في الوقت الحالي لألبوم يحتوي على نوع جديد من الأغاني -إنشاء الله- وأتركه مفاجأة للجمهور لأن الوقت غير مناسب للتكلم عنه. * بخصوص الأنشودة أو الأغاني الوطنية، ألا تلاحظ أن هناك تراجع رهيب في تأديتها؟ ** نعم، هذا صحيح، والحقيقة أن كل وقت وموضته لكن هناك أمر يجب أن يفهمه الفنانون، حب الوطن ليس فيه زمان أو مكان وليس بالضرورة أن يحدث لهذا الوطن شيء كي نغني لا سمح الله ومن المفروض على كل مغنٍ هاوٍ أو محترف ومن جميع الطبوع أن يغني ولو أغنية واحدة في العام على الأقل. * إذًا أنت توجّه أصابع الاتهام إلى كل الفنانين لتقاعسهم في الأغنية الوطنية؟ ** لا، هناك مغنون يؤدون واجبهم وأكثر مثل "الزهوانية" التي تغني في كل ألبوم عن الجزائر و"زكية محمد" بطلّتها المتميزة، "مراد جعفري"، "الشاب خالد"... وغيرهم وحتى مغنون في طابع الراي أدّوا ما عليهم. * ألا ترى أن المشكل يكمن في كتّاب الكلمات الذين اتجهوا مؤخرا إلى الأغنية الرايوية الشبابية وتنازلوا قليلا عن مبادئهم؟ ** هذا من جهة، والعامل الأكبر والخطير هو اشتراط شركات الإنتاج الفنية الجزائرية ألا يؤدون في ألبوماتهم أغانٍ من هذا النوع لأنهم لا يتماشوا مع مصالحهم، وعندما تقول لهم إنها للوطن وعلى الوطن يقولون "يا خويا جيبلي الغنية لي تشطح" وهذا عيب وأمر خطير. * كلمة أخيرة.. ** نسأل الله عزّ وجل اللطف والعافية والشكر كل الشكر إلى "الأمة العربية" وطول العمر إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.