كسر سعر الذهب، نهاية الأسبوع المنصرم، حاجز 5 آلاف دينار للغرام الواحد لدى الفروع التجارية التابعة للوكالة الوطنية للذهب والمعادن الثمينة الأخرى، وذلك لأول مرة منذ بداية سنوات الثمانينيات من القرن الماضي. وحسب مؤشرات السوق، فان المعدن الأصفر سيواصل الارتفاع أكثر على المدى القريب وذلك ضمن سياق الوثبات المتتالية التي يحققها على صعيد البورصات العالمية بسبب تفاقم الطلب. وقد قفزت أسعار الذهب بيعا لدى الفروع التجارية للوكالة الوطنية لتوزيع الذهب والمعادن الثمينة الأخرى "أجينور" من 4200 دينار للغرام في شهر أوت الماضي إلى حدود 5400 دينار في أواخر أكتوبر وبدايات شهر نوفمبر الجاري. أما الشراء، فقد استقر لمدة 5 أشهر كاملة من جوان حتى أكتوبر من العام الجاري في حدود 3600 دينار للغرام، مما جعل من حركية التسويق لدى الوكالة والفروع التابعة لها محتشمة ومحدودة في المقابل انتعشت الأسواق الموازية التي ما تزال تعتمد سعر 4 آلاف دينار للغرام بيعا و3500 دينار شراءا مثل ما هوحاصل في سوق الذهب ببلدية حامة العناصر "رويسو سابقا" الذي يشهد توفدا كبيرا على مدار أيام السنة وكذا سوق ساحة الأمير عبد القادر وسط العاصمة اللذان لم تفلح القوة العمومية في اجتثاثهما على مدار عقود من الزمن. ويأتي هذا الارتفاع في أسواق الذهب محليا ضمن سياق ارتفاعاته المتكررة على مستوى الأسواق والبورصات العالمية بسبب الطلب الكبير وأيضا تراجع احتياطات كبرى البلدان المنتجة للمعدن الأصفر، حيث تزايدت حركية الودائع من قبل المستثمرين للتقليل من نسب ومستويات المخاطر ليحل محل العمل الصعبة التي تجتاز حاليا أقسى مراحلها خصوصا العملة الأوروبية الموحدة "الأورو" والعملة الأمريكية الدولار. عدوى التجارة في الذهب تتسع
وخلال زيارتنا إلى سوقا "رويسو" وساحة الامير عبد القادر ببلدية الجزائر الوسطى، اكتشفنا مدى اتساع ظاهرة التجارة في الذهب فبعد أن كانت خلال السنوات الماضية مقتصرة فقط على ما يعرف ب "الدلالات"، وهن نساء كبيرات في السن امتدت خلال المدة الأخيرة إلى فئة الشباب من كلا الجنسين، حيث وجدناهم يحتلون الأرصفة والزوايا ويعرضون شتى الأنواع من الحلي والأساور للبيع ويقبلون بالموازاة على الشراء لإعادة البيع بهوامش ربح تتراوح ما بين 300 دينار و500 دينار للغرام الواحد، ويتراوح سعر الغرام الواحد من الذهب بيعا في كلا السوقين ما بين 4000 دينار و4200 دج. أما شراء، فهو في نطاق 3400 دينار و3600 دينار. وحسب الباعة من الدلالين والدلالات، فإن هذه الأسعار غير مستقرة وهي مرشحة للارتفاع أكثر خلال الأشهر المقبلة بالنظر إلى مستجدات أسواق الذهب محليا وعالميا وقلة العرض، فيما يزداد الطلب بشكل كبير على مدار شهور السنة، وخصوصا خلال الفترة الممتدة ما بين شهري أفريل ونوفمبر. فيدرالية الصياغين الجزائريين تندد وتستنكر في مقابل هذا الانتعاش الذي تشهده الأسواق الفوضوية للذهب والمعادن النفيسة الأخرى، ما فتئت الفيدرالية الجزائرية لتجار الذهب تدق في كل مرة ناقوس الخطر الذي يتهدد مهنة "المجوهراتي" من جراء اكتساح المتطفلين للساحة وهم في الغالب من المستوردين غير الشرعيين للذهب وأيضا الوسطاء الذين يقومون بعمليات بيع غير شرعية بتواطؤ بعض الصياغين النظاميين من أصحاب المحلات التجارية. وكانت الفيدرالية الجزائرية للمجوهراتيين الجزائريين قد طالبت مرارا من السلطات المختصة بتكريس الرقابة وإقرانها بالردع اللازم واحتواء ظاهرة بيع الذهب على الرصيف، وهو المسعى الوحيد لإعادة السوق إلى طبيعتها.