أبرز المشاركون في الملتقى الوطني حول حياة وأعمال العلامة محمد بن شنب الذي انطلقت أشغاله، أول أمس الاثنين، بجامعة يحيى فارس بالمدية، الدور الكبير الذي لعبه هذا المفكر متعدد التخصصات والذي كان يتقن عدة لغات في حماية وإثراء الثقافة الشعبية الجزائرية في مواجهة سياسة طمس ومسخ الهوية الوطنية التي قادتها قوات الاحتلال الفرنسي. ولعبت مساهماته في حماية الثقافة الشعبية الجزائرية دورا أساسيا في مواجهة سياسة مسخ الهوية الوطنية التي تعرضت لها شرائح واسعة من المجتمع الجزائري في أواخر القرن ال 19. كما ساهم من خلال أعمالة ومؤلفاته المتعددة في "إزالة الغبار" عن هذا الموروث النفيس وتثمينه رغم صعوبة المهمة حسب توضيحات المشاركين في اليوم الأول من هذا الملتقى الذي تتمحور أشغاله حول العلاقة الموجودة بين علم الاجتماع التاريخي والثقافة الشعبية، وكذا مساهمة أعمال العلّامة بن شنب في حماية وصيانة هوية الشعب الجزائري. ويتضمن برنامج هذا اللقاء الذي يدوم يومين، تقديم سلسلة من المداخلات ينشطها باحثون وأساتذة من جامعات كل من سطيفوالجزائر والجلفة وتيزي وزو والبويرة والمدية، تتعرض لحياة وأعمال العلامة بن شنب وصورة المرأة في الثقافة الشعبية الجزائرية والنقد اللاذع كوسيلة للتعبير الشعبي. كما سيتعرض المشاركون إلى تأثير الثقافة الشعبية على مؤلفات بن شنب ونظرته للزواج بين المسلمين والمسيحيين، وجمع ونقل الأحكام الشعبية وترجمة الشعر الشعبي حسب محمد بن شنب الذي ترك وراءه ما يناهز 50 مؤلفا في مجالات شتى. ومن أهم مؤلفاته "الألفاظ التركية والفارسية الباقية في اللهجة الجزائرية" و"مختارات شعرية" و"أبو دلامة" و"مجموع أمثال العوام بأرض الجزائر والمغرب" و"تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب". كما كانت للعلّامة بن شنب عدة مؤلفات في التاريخ والجغرافيا، من بينها "المقدمة" لابن العبار وقام بإنجاز جملة من الأعمال الأخرى، من ضمنها "البستان في أصل أولياء تلمسان" لابن مريم المديوني و"عنوان الدراية في علماء بجاية" لأبي عباس أحمد الغبريني و"طبقات علماء إفريقيا" لأبي العراب و"طبقات علماء تونس" لمحمد تميمي. وفي سنة 1924، شارك في إعادة نشر القاموس عربي فرنسي لابن سديرة، وشرع بعد ذلك في تجربة مماثلة تتعلق بقاموس اللغة الفرنسية لنفس المؤلف، لكن أدركه الأجل قبل أن ينتهي من هذا الإنجاز وكان ذلك في 5 فبراير 1929 عن عمر يناهز 60 سنة.