كشفت مصادر مطلعة من داخل المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، أن المنسق الوطني للحركة التصحيحية لأبناء المجاهدين رضوان بودوشة قد اقتحم ومن يسانده المقر المركزي للمنظمة، السبت الماضي، وهذا عقب الإحتقال بذكرى تأسيس المنظمة التي نظمت بعاصمة الباهية وهران، غير أنه لم تحدث أي شجارات بين المنسق الوطني للحركة وأمينها العام أمبارك خالفة بعد تدخل أطراف من داخل المنظمة التي هدأت الوضع، علما أن ذكرى تأسيس المنظمة بولاية وهران لم تستدع فيها إطارات المنظمة، الذي ينتمي أعضاؤها إلى أحزاب أخرى، وبخاصة الأفلان. تمر 19 سنة عن الصراع القائم داخل منظمة أبناء المجاهدين الوطني التي يقودها الزعيم أمبارك خالفة و"التغيير" لم يطرق باب هذه المنظمة منذ تأسيسها في 16 فيفري من سنة 1993 إلى اليوم، بعدما سيطر عليها حزب التجمع الوطني الديمقراطي و أصبحت شبه ملكية. ورغم كون مناضليها ينتمون إلى مختلف التيارات السياسية، غير أنهم لم يغيروا من الوضع شيئا بسبب تضارب المصالح الشخصية. حتى لو كان الأمر على حساب التاريخ. وشهدت هذه المنظمة التي رفعت شعار "نوفمبر الثورة الخالدة" انقسامات وصراعات انتهت بتشتت أبناء المجاهدين، الذين راحوا يؤسسون تنظيمات موزاية، فبعد التنسيقية الوطنية لأبناء المجاهدين، والإتحاد الوطني لأبناء المجاهدين، إلى الحركة التصحيحية لمنظمة أبناء المجاهدين التي يقودها رضوان بودوشة. وقد أثرت هذه الصراعات على الرسالة التي تأسست من أجلها المنظمة، وزادت من حدتها في آخر مؤتمر انعقد في سنة 2007، فيه جددت الثقة في أمبارك خالفة، وأكد فيه أبناء المجاهدين على غيرتهم على هذا التنظيم الذي من شأنه يجمع شملهم ويوحد كلمتهم، وأعلنوا فيه كذلك على مساندتهم لرئيس الجمهورية الأب المجاهد عبد العزيز بوتفليقة وتثمين ما حققه من إنجازات لا ينكرها نزيه ولا يختلف عليها إلا جاحد أو ناكر للجميل. كانت هذه كلمة الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين الذي أحيا مؤخرا تأسيس هذا التنظيم الذي ترفض بعض الجهات العليا في الدولة الاعتراف به، واتخاذ التدابير الكافية للنهوض بهذه الشريحة التي وقفت يوما ضد التيار الإرهابي وترجم وفاءه وإخلاصه للبلاد في الميدان بنية حسنة وبعزيمة صادقة، لاسيما والتنمية التي تشهدها البلاد في ظل الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي مختلف المجالات الأخرى، تؤكد على أن الجزائر أصبحت في مأمن من الخطر، بعد عودة الأمن والاستقرار لربوع الوطن والذي كان نتاج المصالحة الوطنية التي أقرها فخامة الرئيس وزكاها الشعب الجزائري. وأكد ذات المصدر أن أبناء المجاهدين رفضوا الانصياع إلى اقتراح المنسق الوطني للحركة التصحيحية رضوان بودوشة باقتحام مقر المنظمة، كون الأمر يتطلب إلى دراسة وهذا تفاديا للتشويش وزرع الفوضى، مؤكدين أنهم ليسوا طلاب كراسي ومسؤوليات، بل هدفهم الوحيد إعادة الاعتبار للقيم الوطنية الضائعة التي تجعل الشعب الجزائري واعيا بوجوده كأمة.