بدأ الناخبون في روسيا الإدلاء بأصواتهم، منذ صباح أمس الأحد، في انتخابات رئاسية، من شبه المؤكد أن تسفر عن فوز فلاديمير بوتين بفترة رئاسية ثالثة. ويأمل أنصار بوتين، الذين يصفونه بالرجل الأقوى، تحقيق فوز كبير، على الرغم من تشكيك المعارضين بشرعية الانتخابات، حيث يقولون إنه تم التلاعب فيها لصالح المرشح الأقوى. وكانت المدن الروسية قد شهدت عدداً من الاحتجاجات التي صورت بوتين الضابط السابق في جهاز المخابرات الروسية، "كيه جي بي" زعيماً مستبداً، يحكم من خلال السماح لنخبة فاسدة بنهب ثروات روسيا، أكبر منتج للطاقة في العالم. وبدأت تلك الاحتجاجات في الرابع من ديسمبر إثر الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد، لكن الغضب تركز على بوتين، الذي أعلن خوضه انتخابات الرئاسة في 24 سبتمبر بأسلوب غير متقن، بدا وكأنه يبلغ الروس أنه سيحكم البلاد لمدة ست سنوات أخرى. يذكر أن بوتين البالغ من العمر 59 عاماً، حكم روسيا رئيساً من عام 2000 حتى 2008، ثم رئيساً للوزراء. وأظهر آخر استطلاع رأي رئيسي أجري قبل الانتخابات، فوز بوتين بنسبة تتراوح بين 59 و66 في المئة من الأصوات، لعل هذا ما يدفعه إلى تفادي خوض جولة إعادة قد تؤدي الى تقويض سلطته. ويخوض الانتخابات في مواجهة أربعة ساسة شقوا طريقهم في عالم السياسة بعد خسارة معركة دخول الكرملين، باستثناء الملياردير ميخائيل بروخوروف. وفي تصريحات سابقة له نشرت الجمعة الماضي، أكد بوتين قدرته الحفاظ على الشعبية، دون التضييق على المعارضة أو الاستجابة لمطالبها. وردا على سؤال في اجتماع مع رؤساء تحرير صحف أجنبية حول ما إذا كان سيقمع المعارضة بعد الانتخابات قال بوتين "لماذا أحتاج لهذا؟". إلى ذلك، قامت السلطات الروسية بوضع اللمسات الأخيرة الخاصة بهذه الانتخابات مثل تجهيز المكاتب الانتخابية، كما تمّ اتخاذ سلسلة من التدابير الأمنية المشددة، في ظل تنامي المخاوف من حدوث هجمات إرهابية. وكثيرا ما استخدمت السلطات الروسية أساليب عنيفة للتعامل مع المعارضين، لكنها في الآونة الأخيرة تحلت بضبط النفس تجاه الاحتجاجات التي خرجت إلى الشوارع. فعلى الرغم من الانتشار الكثيف للشرطة، إلا أن تدخلها كان نادرا. كما شهد، أمس، "يوم صمت" طويل وامتناع عن التصريحات السياسية والحملات الدعائية، بموجب القانون الانتخابي الذي يحظر أي نشاط انتخابي عشية التصويت. لكن خشية بعض الناشطين من تغير الصورة تبقى معلقة على ما قد يحدث بعد انتخابات، من قمع لكل معارض.