أفادت مصادر مطلعة للمعارضة السورية إنه تم تسليح وتنظيم مقاتلي الجيش السوري الحر في دير الزور خلال الشهرين الماضيين، بينما تركزت جهود القوات الموالية للأسد في الفترة الأخيرة على محاولة إخماد الثورة في مدينة حمص والمناطق الريفية المحيطة بها. بموازاة ذلك، أكد أحد الناشطين السوريين، أبو عبدالرحمن، وجود ألوية للجيش السوري الحر تعمل في دير الزور، كاشفاً عن أن كميات أكبر من السلاح تتدفق من العراق، ولكن الثوار مازالوا يفتقدون التنظيم. فقوات الأمن تحتفظ بالسيطرة على المدينة خلال النهار، لكن الأمور تنقلب رأساً على عقب في الليل وتصبح الأرض ملكا للثوار". وذكر أبو عبدالرحمن ل "رويترز" من دير الزور أن دبابات روسية قديمة من طراز تي 54 وعربات مدرعة اتخذت مواقع عند الميادين الرئيسية. وأضاف أنه في كل نصف ساعة أو نحو ذلك تسمع أصوات إطلاق نار من قبل الجيش السوري الحر في اتجاه حواجز الطرق التي تتولى حراستها شرطة الأمن والشبيحة. وتقع هذه المدينة على بعد 450 كيلومترا شمال شرقي دمشق على نهر الفرات في محافظة منتجة للنفط مجاورة للعراق، الذي تقول مصادر المعارضة إن أسلحة تهرب منه للمعارضين الذين يعملون في إطار الجيش السوري الحر. ونقلت العربية نت، أمس، على الحدود السورية العراقية، أن تغييراً عسكرياً طرأ على الحدود، لا سيما في المربع العراقي السوري التركي الذي عرف النشاط التهريبي الأكبر. حيث شهدت تلك المناطق الحدودية تعزيزات عسكرية وزيادة في عدد المخافر والأسلاك والدوريات الليلية والراجلة. يذكر أن الرئيس العراقي نور المالكي دعا خلال أسبوع إلى اجتماعين مع أبرز القادة الأمنيين لمتابعة تلك القضية وتشكيل "خلية أزمة" لضبط عمليات التهريب. من جهة أخرى، حثت الصين الحكومة السورية والمعارضة على إنهاء العنف فورا والبدء في محادثات، لكنها قالت إنها تعارض أي شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي في سوريا. الصين: يتعين على الحكومة وجميع الأطراف وقف كل أنواع العنف وقال بيان لوزارة الخارجية الصينية بثته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، "يتعين على الحكومة السورية وجميع الأطراف المعنية وقف كل أنواع العنف فورا وبشكل كامل وبدون شروط وخاصة العنف ضد المدنيين الأبرياء". وطالب البيان الحكومة السورية والأطراف المعنية بإطلاق فوري لحوار سياسي شامل بدون شروط مسبقة، برعاية المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية كوفي أنان، بهدف التوصل إلى توافق الآراء بشأن خارطة طريق شاملة ومفصلة للإصلاح مرتبطة بجدول زمني وتطبيقها في أسرع وقت ممكن لاستعادة الاستقرار والنظام الاجتماعي الطبيعي في سوريا. وجددت الصين التأكيد على دعمها دور الأممالمتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية، بحيث تقوم بتقييم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا وضمان النقل والتوزيع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا. وجددت بكين معارضتها "لأي تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا تحت ذريعة قضايا إنسانية" وناشدت المجتمع الدولي احترام استقلال وسيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وحق الشعب السوري في أن يختار نظامه السياسي باستقلالية. وأضاف بيان الخارجية الصينية أن الصين لا توافق على التدخل المسلح أو الضغط من أجل تغيير نظام بشار الأسد في سوريا، وأشار إلى أن استخدام العقوبات أو التهديد بها لن يساعد في حل القضية. ونقلت رويترز عن مسؤول بوزارة الخارجية الصينية قوله "الأمر يبعث على القلق العميق، لأن الوضع في سوريا ما زال خطيرا". الوضع في سوريا.. إلى حرب أهلية خلص الاستفتاء الأخير الذي أجرته "العربية.نت" حول خواتيم الأزمة السورية، إلى تأكيد معظم المصوتين أن الوضع السوري سينتهي بحرب أهلية، وذلك بدعم إقليمي. وسجل التصويت على هذا الاحتمال النسبة الأعلى حاصداً 51% من الأصوات، فيما صوَّت 37% من القراء على احتمال إسقاط النظام بتدخل قوات أجنبية. أما خيار الحل على الطريقة اليمنية، فلم يحظ سوى بنسبة 11%. وبلغت الأزمة السورية عامها الأول دون حل في الأفق، بل تعقيدات تحصد يومياً المزيد من الضحايا والقتلى، حيث وصل عدد القتلى حتى الآن ما يقارب 7500 منذ اندلاع الانتفاضة في مارس الماضي، بحسب تقارير للأمم المتحدة.