ينظم قسم العلوم التجارية وعلوم التسيير بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية بجامعة "ابن خلدون" تيارت ملتقى وطني اليوم وغدا 16 و17 فيفري 2009 حول "المؤسسة الاقتصادية الجزائرية بين عراقيل الإصلاحات و تحديات الاقتصاد العالمي". تعيش المؤسسة الاقتصادية الجزائرية هذه السنوات الأخيرة تحولات هيكلية وتنظيمية متسارعة وعميقة نتيجة الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الدولة والتي أرادت من خلالها النهوض بالاقتصاد الوطني وتهيئته للدخول في معترك المنافسة الدولية واقتصاد السوق، مهمة صعبة كلفت الدولة أموالا طائلة وكثيرا من الوقت والجهد لكي تتمكن من إعادة الاعتبار للدور الريادي الذي يجب أن تلعبه المؤسسة الجزائرية في رفع تحديات العولمة واقتصاد السوق وذلك بالسعي إلى تحسين كفاءاتها التسييرية وأدائها التنافسي بما يضمن لها القدرة على تمركزها في السوق ومواجهة المنافسة العالمية. لكن، وبالرغم من كل هذه المجهودات، يتفق معظم الاقتصاديين على أن نتائج هذه الإصلاحات جاءت دون الأهداف المتوقعة نتيجة إما ضعف الإجراءات التطبيقية لها وإما بسبب تعقد المحيط وتأثيره السلبي في نجاحها وعجز الدولة في السيطرة على متغيراته. وضعية قد تحرج موقف الجزائر خاصة وهي تتهيأ قريبا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ومجبرة في نفس الوقت على احترام التزاماتها وتعهداتها المبرمة في إطار الشراكة الأوروبية. ونظرا إلى العراقيل التي ميزت هذه الإصلاحات الاقتصادية وتأثيرها السلبي على التأهيل الجيد المؤسسة لاقتصادية الجزائرية وما يتماشى وقواعد المنافسة الحرة واقتصاد السوق من جهة، ونظرا إلى تحديات الاقتصاد العالمي وشروط المنافسة القاسية من جهة أخرى، يحاول الملتقى البحث عن طبيعة الاستراتيجيات والسياسات الواجب تبنيها من طرف الدولة والتي من شأنها حماية الاقتصاد والوطني وتسهيل عملية اندماجه التدريجي في الاقتصاد العالمي على أسس المنفعة المتبادلة والعادلة. وقد سطرت في الملتقى عدة محاور، يتناول المحور الأول المؤسسة الاقتصادية الجزائرية ونتائج الإصلاحات، أما الثاني المحور الثاني فيناقش مسألة المؤسسة الاقتصادية الجزائرية وعراقيل المحيط المحلي، في حين يدور المحور الثالث حول المؤسسة الاقتصادية الجزائرية ومنظمة التجارة العالمية أي استراتيجيات ومن أجل أي أهداف. و المحاور الأخرى تدورحول المؤسسة الاقتصادية الجزائرية والاتحاد الأوروبي: القواعد والرهانات، المؤسسة الاقتصادية الجزائرية وتسيير الكفاءات والمؤسسة الاقتصادية الجزائرية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.