اتهامات مضمرة بين السلطات الولائية ومصالح البلديات تشهد أغلب بلديات ولاية المسيلة في الآونة الأخيرة حركة كبيرة تحسبا للإنتخابات القادمة، مما جعل العديد من المشاريع تشرف على نهايتها، غير أن المشكلة التي طرحت الكثير من الإبهام والحيرة في وسط الشارع المسيلي هو مصير العديد من المحلات التي أصبحت حديث المواطنين، هذه المحلات الموجهة للشباب الحاملين لشهادات وكفاءات مهنية في مختلف الحرف والمهن الصناعية، حيث لا تزال تنتظر الإفراج عنها منذ سنوات، في وقت أصبحت وكرا لكثير من الشباب المتردد إليها لممارسة الرذيلة وتناول المخدرات. وقد أجمع العديد من المواطنين على فشل السلطات المحلية في إنجاح مشاريع الرئيس التي تهدف إلى توفير مناصب شغل وإمتصاص البطالة، غير أن المسؤولين المحليين عجزوا عن تسيير ميزانية المخصصة لها، سواء باختيار المكان المدروس على إعتبار أن أغلب الأماكن المتواجدة تبعد كثيرا عن أماكن ممارسة النشاطات التجارية بالولاية وبعض المناطق الأخرى ببلديات المسيلة، حيث لم يفهم العديد من الشباب ممن التقيناهم والحائزين على شهادات في مختلف المجالات أن هذه المحلات التي لا تكفي للقيام بالنشاط المنوط، مثلما يبرزه "سليم" كأحد المستفيدين الذي عبر بان المحل لا يتسع لممارسة نشاط صناعة الحلويات بإعتبار أن صناعة الحلويات تتطلب مساحة واسعة. شباب ينتظرون.. وبطالون يتوعّدون باقتحامها تبقى عملية توزيع المحلات التجارية تشهد تماطل الكثير من المسؤولين، مما استدعى عددا من الشباب للتفكير في إقتحامها بما فيها حي "المويلحة" الذي يرى بعض شبابها أن هذه المحلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، غير أنها شكلت منعرجا خطيرا بدل التجارة المربحة، حيث صنعت صورة سيئة مما نتج عن دخول بعض الغرباء نحو هذه المحلات لتناول المخدرات، كما أن بعض الشباب لا يعرف صفة هذه المشاريع من الجهة المسؤولة ومن هم الأشخاص المعنيين بالإستفادة، مما جعل بعض الشباب يبحثون عن الجهة المعنية، فمنهم من يتردد على البلدية، فقوبل بالرفض مثلما هو عليه حال الشاب ياسين الذي عبّر عن امتعاضه الشديد نظرا لغياب المصدر المعني بهذه المشاريع. غياب الموقع الأنسب للمحلات جعل الشباب يعزف عنها وبعيدا عن حي "مويلحة" والذي يحوي أكثر من 50 محلا، والتي تبقي تنتظر دخولها الخدمة وتسليمها لمستحقيها، تبقى بعض المحلات خارج الخدمة لحد الآن، مما قادتنا الجولة الإستطلاعية الى حي البدر حي 500 مسكن أين صادفنا المحلات فارغة، وإلى جانبها بعض الشباب بين لعبة "الديمينو" وآخرين جالسين يتبادلون أطراف الحديث، حيث عبر أحد شبابها الذي أبى الإفصاح عن إسمه عن تأخر تقديم هذه المحلات بالرغم من وجود العديد من الشباب البطال في الحي ومنهم من يحملون شهادات عليا، غير أنه وصف توزيع المحلات ب "المعرفة" والتي أخذت أبعادا كبيرة في هذه الناحية، مما استفاد منها أصحابه لا يقطنون بالحي، بل أكثر من ذلك لا يقطنون بعاصمة الولاية، مما جعل البعض يتأخر في المباشرة في العمل. محلات حي 206 تحفظ ماء الوجه تبقى فقط المحلات المهنية الواقعة بحي 206 مسكن وسط مدينة المسيلة تصنع صورة رائعة من خلال دخول بعض أصحابها الخدمة، منها من فتح مطعما للأكلات الخفيفة وآخر فتح محلا لصناعة المفاتيح وفتاة حولتها لمحل الحلاقة الخاص بالنساء، وهي المحلات التي أعطت انطباعا حسنا، نظرا لتواجدها بمكان مناسب لممارسة النشاط التجاري والخدماتي الذي يريده شباب الحي.