عرضت فرقة مجموعة الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة الجزائرية (الديوان الوطني للثقافة والإعلام) أول أمس بمسرح جرش الدولي بالأردن مجموعة من الرقصات الشعبية الجزائرية، حيث تدفق الجمهور الذي توافد بغزارة على المدرج الجنوبي قرابة 2000 شخص من قرى (برما وكفرخل وخشيبة وبليلا والمشيرفة وجبل العتمات وعجلون ومخيم سوف) ، إضافة إلى أهالي مدينة جرش بدافع من الفضول لمعرفة التراث الشعبي الذي يمتلكه بلد المليون شهيد، وقد قدمت الفرقة عرضا تميز بالشمولية والإبداع. حيث شاهد الجمهور ألوانا من الفلكلور الشعبي عبر عن مختلف مناطق الجزائر، وقد تعرف الجمهور بهذه اللوحات عن الموسيقى الجزائرية الرقص، الشعر الشعبي وغيرها من الفنون ذات الامتداد العربي، المغاربي والأمازيغي. هذا وقد استهلت الفرقة العرض برقصة شعبية من العاصمة الجزائر وما جاورها من مناطق السهل المتيجي، حيث طافت ثمان فتيات الركح وهن يحملن الورد ويرتدين الأخضر والخمري من المخمل الجميل في رقصة مدنية راقية وتمت الرقصة بلباس الكاراكو ومحرمة لفتول، ثم تلتها رقصة من القبائل والتي مثلت فرحة القبائلي بموسم جني الزيتون، ثم جاء دور رقصة لعلاوي من الغرب الجزائري، حيث هزت أكتاف و أقدام الرجال مسرح جرش، كما قدمت الفرقة رقصة الزندالي وهي رقصة حضرية تؤدى في معظم مدن الشرق الجزائري ، بالخصوص في منطقتي قسنطينة وعنابة. وترتدي فيها النسوة أثوابا مختلفة الألوان ويضعن على رؤوسهن الحلي الذهبية ضمن حركات هادئة، ثم جاءت الرقصة الشاوية تراثية، حيث أبدعت النساء اللواتي رقصن برشاقة وخفة تشبه خفة الحصان وذلك على إيقاع نغمات الغيطة ودقات الطبل، كما قدمت الفرقة رقصة أولاد نايل، حيث مثلت الرقصة عرس منطقة التل الصحراوي والسهول. ومن الرقصات المميزة التي شاهدها أهالي جرش رقصة القرقابو، وهي رقصة شعبية تبدأ بهدوء مصحوبة بأناشيد دينية وايقاعات خفيفة مع تحريك الجسم في انتظام وانسجام، حيث يمكن للراقص أن يبلغ درجة الزهد نتيجة الخشوع. وهذا النوع من الرقص منتشر في جنوبالجزائر. وقد ختمت الفرقة أداءها بموسيقى أغنية "سافر يا حبيبي وارجع" للفنان عبده موسى وهيام يونس وقد أهدتها لجمهور جرش الذواق. هذا وقد خلت الحفلة من كاميرات التلفزيونات أو حتى مصوري الجرائد المكتوبة لأسباب مجهولة.