خرجت ليلة أمس الأول حشود هائلة من المواطنين إلى شوارع بلدية "زريزر " بالطارف، احتجاجا على مقتل الشابة " و. فاطمة الزهراء " البالغة من العمر 25 سنة، حين كانت في حديقة منزلها بحي "الشعبة الحمراء"، بعد ما أصابتها شظايا متطايرة لمتفجرات استخدمتها شركة "كوجال "اليابانية المكلفة بإنجاز شطر الطريق السيار "شرق/غرب" في محوره الممتد من ولاية برج بوعريرج إلى الطارف. دقائق فقط بعد وفاة الطالبة الجامعية" فاطمة الزهراء"، توجهت الجماهير الغاضبة إلى ورشة "كوجال" المحاذية، وأقدموا على إضرام النيران في جرافات الشركة اليابانية، ثم عاود المحتجون الرجوع إلى "زريزر"، وأشعلوا العجلات المطاطية في مقر البلدية وأتلفوا قرابة 15 جهاز حاسوب ووثائق رسمية ومحاسباتية بالمصلحة التقنية، ومصلحتي الأرشيف والمحاسبة. وبعد ذلك حول الغاضبون وجهتهم إلى الحظيرة البلدية، وهشموا كل السيارات والشاحنات وكذا الآليات التي تواجدت بالمكان. وانتهت موجة الاحتجاجات العنيفة بحرق مركز مؤسسة" بريد الجزائر"، وتكسير أعمدة الإنارة العمومية. واتهم مفجرو ثورة الغضب الشعبي، السلطات المحلية بالتواطؤ مع مؤسسة "كوجال"، لأنها لم تتخذ التدابير الوقائية اللازمة. وذكرت مصادر طبية، أن قاعات العلاج والمصالح الاستشفائية استقبلت، طيلة يوم أمس، عشرات المصابين بجروح، والصدمات النفسية، جراء إفرازات عمليات التفجير، التي تستهدف المناطق الجبلية الوعرة بولاية الطارف. ولاحظت مصادر مطلعة تابعت سير "الأحداث" أولا بأول، تحدثت إليها "الأمة العربية"، أن المصالح الأمنية تأخر وصولها إلى موقع الاحتجاجات، التي أتت على الأخضر واليابس، ولم تتدخل فرقة الدرك الوطني لبلدية" زريزر" إلا صبيحة أمس، حيث فتحت تحقيقا للوقوف على ملابسات الأحداث، وقالت مصادرنا إنه لم يتم توقيف أي كان من قبل السلطات الأمنية، على الأقل إلى غاية تحرير هذا المقال. والمثير للانتباه أن ممثلي الجهاز التنفيذي والمنتخبين المحليين، لم يكلفوا أنفسهم إطلاقا، النزول إلى الميدان للوقوف على ما جرى وما يجري. وهي عموما عادة دأب عليها المنتخبون والمسؤولون المحليون في ولاية الطارف، حين تشتعل شرارة الاحتجاجات في إقليم الولاية.