أكدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أنه لم يفصل لحد الساعة في قرار منع كبار السن الذين يتعدى سنهم 65 عاما والأطفال الأقل من 12 عاما، بالموافقة أو الإلغاء الذي تبنته دول شرق المتوسط ومنظمة الصحة العالمية بسبب مرض "أنفلونزا الخنازير" في اجتماعها الأخير. قال المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، إنه لحد الساعة لم يصدر أي موقف رسمي صريح من قبل السلطات العليا في البلاد بخصوص القرار الذي أعلنته وتبنته منظمة الصحة العالمية ودول شرق المتوسط، القاضي بمنع الأشخاص فوق 65 عاما والأقل من 12 عاما من السفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، خلافا لبعض التصريحات التي أدلت بها بعض الجهات المسؤولة والتي احتكمت إلى "حس العاطفة وألغت حكمة العقل"، وتعدت صلاحياتها في ذلك وراحت تعلن أن الجزائر غير معنية بهذا القرار، متناسية أن مثل هذه الأمور هي من صلاحيات السلطات العليا في الدولة الجزائرية، وفي هرم السلطة التي تعنيها بالدرجة الأولى سلامة وصحة المواطنين بصفة عامة والحجاج الجزائريين بصفة خاصة في البقاع المقدسة. ولم يستبعد المتحدث، أمس، في تصريح ل "الأمة العربية" أن يباشر الطاقم الحكومي بعد عودته مباشرة من العطلة السنوية والقطاعات المعنية بالسهر على راحة وسلامة الحجاج، في عقد اجتماعات لمناقشة ودراسة المسألة، وحتى الفصل فيها إن تطلب الأمر ذلك، وبصفة نهائية. وتعليقا على فتوى المستشار القضائي في وزارة العدل السعودية، الشيخ عبد المحسن العكيبان، بأنه "من مات بأنفلونزا الخنازير شهيد"، أوضح عدة فلاحي أن هذا الأخير من الشخصيات الدينية المعروفة وذو كفاءة عالية في "الإفتاء"، ولا يمكن الشك في أهليته، وما صدر عنه ليس بالأمر الجديد، فهو معروف في الفقه والشريعة الإسلامية، لأنه من مات بسبب حوادث الزلازل، الحرائق والغرق، يعتبر شهيدا، مضيفا أن الشيخ العكيبان وقياسا على ذلك أخرج هذه الفتوى "من مات بسبب أنفلونزا الخنازير مات شهيدا قياسا على الحالات السابقة"، وبالتالي يمكن اعتبار ذلك ما لم يقصر الشخص في اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة والأخذ بنصائح المختصين، الخبراء والأطباء بذلك. أما في حال ما إذا لم يعمل بالتوصيات الوقائية للمختصين وألقى بنفسه للتهلكة، يصاب بالمرض، ففي هذه الحالة يعتبر "آثما" وليس شهيدا. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، في وقت سابق، أكد أن "العبادة إذا أدت إلى التهلكة، فهي معصية".