فشل وفاق سطيف في ترجيح الكفة لصالحه في المباراة التي جمعته باتحاد الجزائر، سهرة الثلاثاء، في إطار تسوية الرزنامة (الجولة الخامسة)، وضيّع فرصة كسب النقاط الثلاث، واكتفى بنقطة واحدة فرضت عليه من طرف حارسه شاوشي والحكم عبيد شارف الذي أفسد العرس على التشكيلتين، وهذا بشهادة المدربين واللاعبين الذين حاولوا تقديم الطبق المعهود من الفريقين، وتبين بأن مباراة مثل هذه أكبر بكثير عن هذا الحكم، رغم أنه يمكن تقسيم المباراة إلى شوطين، شوط لكل فريق.. الأول كان لفريق الاتحاد الذي تمكن خلاله كل من ريال ودهام من التسجيل، والشوط الثاني كان لصالح الوفاق الذي عدّل فيه أكساس النتيجة بلقطة فنية جميلة. وإذا كان الاتحاد قد سجل هدفين في هذه المباراة، فالفضل كل الفضل يرجع إلى الحارس شاوشي الذي ارتكب خطأين فادحين، سواء في المخالفة التي نفذها اللاعب ريال من على بعد حوالي 30م، أو في لقطة الهدف الثاني حين مسك الكرة ومنحها لدهام الذي لم يجد أية صعوبة في إسكانها الشباك. وعموما، فإن المباراة التي جمعت بين الفريقين لم ترق إلى المستوى المطلوب من حيث الأداء والعروض الكروية، خاصة في الشوط الأول، أين ظهر فيه الفريق المحلي بطيئا في تحركاته، مما سهل المهمة لرفاق أشيو من تسيير المباراة وفق ما كانوا يتمنون. عكس المرحلة الثانية التي ارتفع فيه مستوى الأداء، وبالأخص من الفريق المحلي، الذي شدد الخناق على الزوار في منطقتهم. وكان بإمكان رفاق الحاج عيسى رجل المباراة أن يسجلوا أكثر من هدفين، لكن "غياب" سوڤار الذي كان ظلا لنفسه، وفرانسيس، حال دون تمكن الوفاقيين من النيل من مرمى عبدوني، بالإضافة إلى حرمانهم من ضربة جزاء شرعية ولا غبار عليها من طرف الحكم، الذي أظهر من خلال إدارته لهذه المواجهة بأنها فعلا أكبر منه. خرج أنصار الوفاق الذين حضروا المباراة بأعداد قياسية، للتمتع بالعروض الكروية الشيقة التي اعتاد فريقا الاتحاد والوفاق تقديمها في مثل هذه المواجهات، خرجوا غير راضين وتأسفوا كثيرا لحالة فريق الاتحاد الذي أصبح يلعب بطريقة عين مليلة في السبعينيات، (التقواز، السقوط وتكسير اللعب)، وفقد تلك الهيبة التي كان وإلى وقت قريب يرهب بها الفرق، ورفض مدربه نور الدين سعدي تشبيه فريقه بفريق عين مليلة في السبعينيات، لكن في الوقت الحالي أصبحت هذه هي الطريقة المثالية في الجزائر، وإلا كيف تحصد النقاط؟ خرج أنصار الوفاق غير راضين عن الأداء المتواضع للحارس الدولي فوزي شاوشي الذي كان وراء تضييع الوفاق لنقطتين أمام الاتحاد، بتقديمه لهديتين لم يكن لاعبو الاتحاد ينتظرونهما، الأولى عند تنفيذ المخالفة من على بعد أكثر من 30 م ولم يتمكن منها، والثانية عندما مسك الكرة ومنحها لدهام الذي لم يكن ينتظرها ليسجل الهدف الثاني، وهو ما جعل أنصار الوفاق يعلقون: "حارس المليار أمام الاتحاد ينهار.."، بالإضافة إلى اللاعب سوڤار الذي يلعب للمرة الرابعة على التوالي أساسيا ولم يقدم خلال المباريات الأربع الوجه الذي يبشر بأن هذا اللاعب سيقدم إضافات، حتى وصل الحد إلى التشاجر مع زياية في العديد من المرات بسبب تخاذله، رغم أن الخيارات متوفرة لدى المدرب مشيش، بتواجد عدة لاعبين على دكة الاحتياط بإمكانهم تأدية المهمة على أحسن وجه. بعد التعثر الثاني لفريق الوفاق بملعبه، وبالطريقة الهزلية، تيقن مسيرو الوفاق بأن هذا الفريق بحاجة إلى مدرب كبير، يكون في مستوى كبر الوفاق ولاعبيه، وهو ما أكده لنا المحيطون برئيس النادي بعد انتهاء المباراة التي جمعت الوفاق بالاتحاد، كما أن رئيس النادي السطايفي تيقن بأنه مطالب بالبحث من الآن عن مدرب كبير للإشراف على العارضة الفنية لفريقه، الذي ورغم ثراء التشكيلة، إلا أنها لم تجد من يضعها على السكة السليمة مثلما كان الحال من قبل. وتتجه الأنظار هذه الأيام حسب محدثنا دائما إلى المدرب الفرنسي سيموندي المتواجد بالخريطيات القطرية، حيث طلب الرئيس من مساعديه معاودة الاتصال به، لأن الأمور على مستوى العارضة الفنية غير مرضية.