أحيت الجزائر على غرار نظيراتها من باقي دول العالم يومها العالمي الذي صادف الخميس الفارط، والذي أختير له هذه السنة شعار: "الصحة والرفاهية : طالبن بحقوقكن" إذ تشكل المرأة عنصرا هاما في بناء المجتمع، فهي الركيزة الأساسية لبناء الأسرة الصالحة التي تعطي المجتمع الفاضل. وبهدف دعم وتنمية المرأة الريفية وإعلاء مكانتها، أنشئت عدة جمعيات في مختلف جهات الوطن، من بينها "جمعية سندس الاجتماعية والثقافية للصناعات التقليدية" المتواجدة بالأربعاء ولاية البليدة تحت رئاسة السيدة: مختاري، وهي جمعية نسوية أنشئت بهدف ترقية المرأة الريفية والنهوض بكفاءتها وتنمية مهاراتها، بإبراز ذاتها والدور الفعال الذي تلعبه في المجتمع باعتبارها الخلية الأولى في الأسرة مما تمكتهم من تحديد أولوياتهن في مجال التنمية وتحفزهن بالشكل الذي يسمح لهن باتخاذ قرارتهم عن علم في المسائل والموضوعات المهمة التي تؤثر علي حياتهن. وبخصوص النشاطات المبرمجة من طرف جمعية "سندس" تقول السيدة : مختاري:" أننا سطرنا برنامجا غنيا وثريا هادفا لترقية وتوعية المرأة الريفية، بفتح عدة تخصصات في الجمعية من بينها فن الطبخ والحلويات، الحلاقة، التعريف بالصناعة التقليدية والمحافظة عليها من الاندثار والزوال، الكفتلة والمجبود والحيالي (الزرابية) التي تعد من أبرز وأرقى الصناعات التقليدية في الجزائر وعلاوة على ذلك تلعب تكنولوجيات وسائل الإعلام والاتصال دورا فعالا في توعية وترقية المرأة الريفية، ومانتج عنها من الانفتاح على العالم الخارجي وخروجها من نظامها المعتاد وطبيعتها المألوفة مما جعلها تحظى بكثير من الاحترام من طرف الآخرين من جهة، وعلو شأنها في حياتها الإجتماعية من جهة أخرى، لاسيما وأن غالبية نساء الريف يجهلن القراءة والكتابة ويعشن في مناطق نائية ومنعزلة تعاني من مشكلات عن طريق استخدام تكنولوجيات الاتصال المناسبة. وإن نظرنا للأمر من زاوية أخرى، لوجدنا أن الإشكال لايكمن في إثبات المرأة الريفية وجودها ولا حتى في طبيعة النشاطات التي تقوم بها حتى ولو اقتحمت جميع الميادين باستفادتها من القروض المصغرة وبرامج الدعم الفلاحي كخلايا النحل وبطاريات تربية الدواجن، بقدر ما يكمن في أهمية اتقانها للعمل وإثبات قدراتها والسعي إلى كسب حب واحترام الآخرين لها، وكل ذلك لايتحقق إلا إذا اتسمت بروح المسؤولية وحب العمل وإتقانه والسعي قدما بإبراز وجودها ومكانتها في المجتمع.