ينعقد المجلس الوطني لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، اليوم، في ظروف صعبة تميزها أزمة جديدة يمر بها الحزب بعد استقالة علي إبراهيمي نائب ولاية البويرة ورئيس لجنة الثقافة والسياحة بالمجلس الشعبي الوطني من عضوية الأمانة الوطنية، وتجميد طارق ميرة المكلف بالعلاقات الخارجية وأحد أبرز مساعدي سعيد سعدي لعضويته في نفس الهيئة، احتجاجا على التهميش الذي تعرض له علي براهيمي والتدخل في صلاحياته كمسؤول عن التكوين في قيادة الحزب ورفضا للاتهامات غير المؤسسة لنائب بجاية لابن الشهيد عبد الرحمان ميرة بالعمالة لصالح الجيش الفرنسي. ويبدو أن المواجهة بين سعدي ومناضليه من ولايات القبائل الصغرى ستكون ساخنة، سيما وأن كل الإطارات المستهدفة داخل الأرسيدي من ولايتي بجاية والبويرة. حملة تقول مصادر إنها تندرج في إطار تطهير الحزب من معارضيه، شرع فيها سعدي بعد المؤتمر الرابع للحزب الذي انعقد مطلع سنة 2007. وتشير مصادرنا إلى أن مناضلي بجاية والبويرة حضروا بيانات شديدة اللهجة للدفاع عن ممثلهم بالبرلمان الذين يعانون إقصاء وتهميش الدكتور سعيد سعدي لكل من يظهر في الساحة السياسية أو يتمكن من ربط علاقات خارجية. ا براهيمي يستقيل رسميا وفي بيان له، أعلن علي براهيمي، عضو المكتب التنفيذي للأرسيدي سابقا، استقالته من صفوف الحزب ردا على قرار قيادة الحزب بتجميد عضويته عشية عقد دورة المجلس الوطني للحزب. واعتبر براهيمي في بيان له وزع أمس على الصحافة قرار قيادة الحزب بتعليق عضويته وإحالته على لجنة الانضباط، يهدف الى منعه من الدفاع عن أفكاره أمام المجلس ومناقشة الخط السياسي للحزب، مؤكدا أنه يرفض الاعتراف بهذه اللجنة التي تخضع لأوامر رئيس الحزب لا غير. وكشف في بيانه أنه تلقى، بشهادة أعضاء من المكتب الوطني، تهديدات خطيرة ضده في 31من الشهر الماضي خلال اجتماع المجموعة النيابية. وباعتقاد إبراهيمي، فإن سعدي لا زال يعاني من عقدة مقران آيت العربي، القيادي السابق الذي كان منافسا قويا لسعيد سعدي على قيادة الحزب قبل إبعاده منه في انقلاب أبيض في المؤتمر الثاني . ووعد إبراهيمي بتقديم مزيد من الحقائق الأسبوع المقبل، أي مباشرة بعد الإعلان عن نتائج دورة المجلس الوطني المقررة اليوم. وفي تعليقه على استقالة زميله السابق، قال جمال فرج الله إن قيادة الأرسيدي تقوم بحملة تطهير لإطارات الحزب بحجة تجديد الأجيال ليبقى وحده في الواجهة.