وجه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، انتقادات حادة للمخططات الإسرائيلية لبناء وحدات استيطانية جديدة في مدينة القدسالمحتلة واعتبرها غير شرعية، بينما وجهت الخطوة أيضا بانتقادات أردنية وأمريكية وبريطانية. وقال متحدث باسم الأمين العام، إن بان يعتبر عملية البناء في القدسالشرقية "غير شرعية"، كما أنها تقوض جهود السلام وتلقي بظلال من الشك على إمكانية إنجاز حل الدولتين. وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية، بزعامة بنيامين نتنياهو، عن خطط لبناء تسعمائة وحدة جديدة على أراض عربية في منطقة مستوطنة غيلو الواقعة بالقدسالشرقية. كما دان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة المخطط الإسرائيلي، وقال إن هذه الخطوة تمثل تحديا جديدا وسافرا لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ولا تخدم هدف تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ودعا جودة المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم يجبر إسرائيل على وقف كافة استفزازاتها في مدينة القدسالشرقية واعتداءاتها على الأماكن المقدسة ووجوب احترام كافة التزاماتها بموجب القانون الدولي بصفتها القوة القائمة بالاحتلال. من جهة أخرى، أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس عن انزعاج إدارة الرئيس باراك أوباما إزاء ذلك القرار، وقال إن هذه الأعمال تصعب جهود الإدارة الساعية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي تعقيب على موقف البيت الأبيض، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الرد الكلامي ليس كافيا، ودعا إلى مضاعفة الضغط الأميركي على إسرائيل لوقف مثل هذه الأعمال. وبدوره، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إيان كيلي عن استغرابه من قرار لجنة تخطيط القدس التابعة للحكومة الإسرائيلية الموافقة على توسيع مستوطنة غيلو. وقال في بيان إن هذه الخطوة تصعب الجهود الأميركية لإطلاق مفاوضات السلام. وفي لندن، قال بيان لوزارة الخارجية إنها ترى أن أي اتفاق ذي مصداقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن يتضمن القدس عاصمة مشتركة. ورأى البيان أن توسيع الاستيطان في القدسالمحتلة يجعل هذا الاتفاق صعب المنال، "لذا نرى أن القرار خاطئ ونعارضه". وكان عضو بلجنة البناء في شرق القدس قد كشف لصحيفة إسرائيلية، أمس، عن مصادقة وزير الداخلية إيلي يشاي على بناء الوحدات رغم المعارضة المتوقعة من الولاياتالمتحدة. وقال لصحيفة يديعوت أحرونوت "لا ننشغل بهذه السياسة، ووفقا للمتبع الآن في هذه المنطقة هو أنها مقدسية وإسرائيلية وبناء عليه يسري عليها قانون التخطيط والبناء الإسرائيلي". وترفض إسرائيل التوصيف الدولي لغيلو التي يعيش فيها بالفعل نحو أربعين ألف إسرائيلي بأنها مستوطنة، وتصفها بأنها أحد أحياء مدينة القدس التي تزعم أنها عاصمتها. وأصدر مكتب نتنياهو، أمس، بيانا دافع فيه عن خطة توسيع مستوطنة غيلو باعتبارها "عملية روتينية للجنة الإعمار الفرعية"، واصفا محيط المستوطنة بأنه "جزء لا يتجزأ من القدس". وكانت "يديعوت أحرونوت"، ذكرت أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل طلب، الاثنين الماضي، من مبعوث نتنياهو الخاص للاتصالات مع الإدارة الأميركية بشأن العملية السياسية مع الفلسطينيين يتسحاق مولخو التوقف عن توسيع حي غيلو الاستيطاني. وقد أكدت مصادر أمريكية لاحقا صحة هذه المعلومات. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة بدورها عن رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين تعقيبه على الطلب الأمريكي بوقف أعمال البناء في المستوطنة بأنه "طلب غير شرعي ويشكل خطا أحمر لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بتجاوزه"، مؤكدا أن "هناك إجماعا بين الجمهور على البناء في القدس، ويجب أن يبقى هذا الموضوع خارج المفاوضات مع الفلسطينيين".