يشتكي العديد من مواطني الأحياء المجاورة للسوق اليومي الكائن بوسط مدينة القليعة من ظاهرة احتلال الأرصفة عبر الشوارع والأزقة المحاذية للسوق، من طرف الباعة المتجولين والتجار أصحاب المحلات الذين يقدمون على رصّ الأرصفة بمختلف السلع، الأمر الذي يضطر معه الراجلون إلى السير على حافة الطريق مما يتسبب في تعطيل حركة المرور، التي تؤدي إلى اختناقات قد تصل إلى أحياء مجاورة أخرى وهو الأمر الذي تنجم عنه العديد من الحوادث والمشاكل لهؤلاء المواطنين الذين عادة ما تندلع شجارات وملاسنات بينهم وبين الباعة المتجولين وأصحاب المحلات، لتتحول في أحيان كثيرة إلى عراكات، نتيجة الضيق الازدحام الذي تعرفه هذه الأرصفة إذ لا تكاد توجد مساحة شبر من الرصيف فارغة للذهاب والإياب. التجار الذين تحدثت معهم "الأمة العربية" اعتبروا أن الأمر بالفعل يسبب إزعاجا كبيرا للمارة وحتى لهم، ولكنهم -يضيفون- مضطرون لذلك، لأن الباعة المتجولين يصطادون -على حد تعبيرهم- الزبائن قبل أن يصلوا إليهم، كونهم يبيعون نفس السلع لكن بأسعار أقل مما تغري المشترين فيقصدونهم بدلا من المحلات، فهؤلاء الباعة لا يخضعون لأية ضريبة مما يجعلهم يبيعون بأسعار تنافسية تضر بأصحاب المحلات. "الأمة العربية" تقربت من هؤلاء الباعة المتجولين، وسألتهم عن تذمر التجار من هذا السلوك، أعربوا عن أسفهم، وردوا بالقول إن الحاجة هي التي دفعتهم إلى الإقدام على مثل هذه التصرفات، فالسلطات المحلية-يقولون- أغلقت في وجوههم جميع أماكن البيع التي كانت متاحة لهم من قبل، ناهيك-يضيفون- عن المطاردات اليومية لأعوان الأمن. وأمام هذه الوضعية يبقى المواطن يعاني من أزمة الاختناق فوق الأرصفة وعلى الطرقات، إضافة إلى الفوضى والإزعاج والأوساخ التي يخلفها هؤلاء الباعة بعد رحيلهم مع المغيب. لذا يطالب سكان الأحياء المجاورة لهذا السوق السلطات المحلية بالتدخل لوضع حل لهذه الوضعية التي أصبحت لا تطاق.