إن ما تعرفه ولاية تيارت خلال هذه السنوات من حملة صيد عشوائية، استهدفت بعض الطيور المحمية مثل طائر الحبار والحجل، وحتى الأرانب البرية التي تتخذ من المحميات السهبية ملجأ لها بسبب توفر الطعام، لكن يد الانسان امتدت إلى هاته المحميات وفرضت صيدا عشوائيا ومكثفا، أصبح اليوم يهدد تواجد هاته الطيور المصنفة اليوم ضمن الحيوانات المحمية. وبمنطقة تعرف باسم قاسم لحداب، وهي منطقة سهبية رفقة الشريط السهبي لمنطقة الحليات بدائرة عين الذهب، والتي شهدت خلال السنة الفارطة 2009 نموا كبيرا، وهذا موازاة مع الانتعاش الذي عرفه الغطاء النباتي جراء الأمطار الغزيرة التي شهدها الإقليم لدائرة عين الذهب خلال شتاء سنة 2009، لكن الصيد الفوضوي أصبح اليوم يفرض نفوذه وسيطرته على هاته المناطق، مهددا الثروة الحيوانية المحمية والتي امتدت إلى حد تخريب الغطاء النباتي، ما استدعى تدخل السلطات المحلية لبلدية عين الذهب مؤخرا ووضع حالة تأهب قصوى لضبط هؤلاء الصيادين المجهولي الهوية، والذين يمارس أغلبهم هاته الانتهاكات ليلا باستعمال الأضواء الكاشفة. وعليه، أقدمت السلطات المحلية على تشكيل فرقتين لحراسة المواقع المستهدفة بالمناوبة، لكن هذا الإجراء يبقى غير مجد مقارنة مع استمرار المشهد. وعليه، يطالب سكان بلدية عين الذهب مع فدرالية الصيادين، كل المصالح المعنية على مستوى ولاية تيارت لاتخاذ الإجراءات اللازمة لردع هؤلاء الصيادين، حتى يتسنى لهم إنقاذ طائر الحبار والحجل والأرانب البرية بمنطقة الحليات وقاسم لحداب. وإلى غاية تفعيل هذا الإجراء، تبقى الطيور والحيوانات المحمية بدائرة عين الذهب رهن الصيد الفوضوي المنطبق عليها. ومن جهة أخرى، بادرت المحافظة السامية لتطوير السهوب بولاية تيارت، واستجابة للطلبات الكثيرة التي عرفتها البلديات السهبية، وكذلك بإلحاح من السلطات المحلية، ارتأت المحافظة السامية لتطوير السهوب فتح بعض المحميات والمغروسات الرعوية حتى تفي بغرض الكلأ للقطعان التي تزخر بها ولاية تيارت، أين تم فتح محمية رعوية ببلدية سيدي عبد الرحمان بمنطقة كدية العود على مساحة مغروسة رعوية تقدر بحوالي 3000 هكتار، تم فتحها بداية شهر ديسمبر 2009 وإلى غاية نهاية شهر جانفي 2010. كما تم فتح محمية بيئية تدعى ضاية عبيد، والتي تقع ببلدية مادنة والتي تم فتحها بالكامل على مساحة 5600 هكتار، وذلك من أول ديسمبر إلى غاية 31 جانفي 2010. وقد تم إيداع على مستوى مصالح الولاية، أعراف الفتح ابتداء من من 15 جانفي وإلى غاية 15 مارس 2010 تخص محيط بوشواط الموجودة بزمالة الأمير عبد القادر على مساحة 11240 هكتار، وكذا محيط ساوس الموجود ببلدية سيدي عبد الرحمان على مساحة 3000 هكتار من أصل 1000 هكتار، ومحيط الحلفاء الصفراء ببلدية الرصفة على مساحة 4500 هكتار من أصل 8670 هكتار ومحيط المكيمن الموجود ببلدية النعيمة على مساحة 2200 هكتار، من أصل 35000 هكتار. وجاءت هاته القرارات بفتح أجزاء من المحميات للرعاة بسبب قلة الكلأ واستجابة لمربي الأغنام، وهذا من أجل المحافظة على الثروة الحيوانية التي تزخر بها ولاية تيارت، خاصة منها الأبقار.