قال المعهد الفرنسي المتخصص في الدراسات التسويقية "سوليس- باريس " في آخر أبحاثه الميدانية حول سوق المنتجات الحلال في الأسواق الفرنسية خصوصا والأوروبية عموما أن سوق هذه المنتجات شهد قفزة نوعية وكمية في غضون السنوات العشر الماضية حيث تصاعدت مؤشرات الاستهلاك ( الطلب ) بشكل واضح مقارنة بالعرض وأصبح يدر أرباحا تتراوح ما بين 4 إلى 6 ملايير أوروسنويا. ويتأتى الطلب من طرف الجاليات المغاربية (الجزائريةوالتونسية والمغربية) والتركية والسينغالية المسلمة التي ازداد عددها 3 أضعاف مقارنة بإحصائيات الجاليات الأحنبية في أوروبا منذ سنة 1990 بات على إثرها سوق الحلال يشكل قطبا اقتصاديا كبيرا في أوروبا، يثير اهتمام المتعاملين الأوروبيين فبل المحليين ( المصدرين المغاربيين للمنتجات الحلال ) . ويشير المعهد إلى أن سوق المنتجات الحلال التي تتمثل وبنسبة 90 بالمائة منتجات غذائية والباقي 10 بالمائة عبارة عن مواد التجميل والزينة الخالية من شحوم الخنازير يتوقع أن يرتفع رقم أعمالها في القارة الأوروبية بشكل عام قبل نهاية العام الجاري 2010 ليصل إلى حدود 5.5 مليار أورو. واستنادا إلى آخر دراسة أجراها معهد "سوليس باريس" حول سوق الحلال، أجراها بناء على نتائج استبار للرأي في أوساط الجاليات المسلمة في فرنسا، فإن العائلات المغاربية المسلمة (الجزائر، تونس والمغرب وبدرجة أقل ليبيا) تأتي في هرم الترتيب في فرنسا تليها الجالية السينغالية وبعض الجاليات المسلمة لدول جنوب الصحراء بينما تسيطر الجالية التركية على طلب المنتجات الحلال في ألمانيا وهولندا والجالية الباكستانية والهندية المسلمة على الطلب في بريطانيا. وتشير الدراسة أيضا إلى أن الطلب على المنتجات الحلال يتزايد بقوة في شهر رمضان خصوصا اللحوم المزكاة ( الذبح وفقا لتعليمات الشريعة الإسلامية ) والمواد الغذائية المعلبة خالية من إضافات الكحول وأيضا خلال المناسبات الدينية الأخرى مثل عاشوراء والمولد النبوي الشريف، حيث يزداد الطلب على اللحوم البيضاء " المزكاة أيضا. وما تزال اللحوم تشكل أكبر المواد استهلاكا في السوق الفرنسية بنسبة تتراوح ما بين 80 إلى 90 بالمائة تليها أطباق المائدة ( العجائن الخالية من الكحول ) وبعدها الحلويات. والملفت أيضا حسب الدراسة أن خارطة محلات " الفاست فود " والمطاعم " الحلال " اتسعت رقعتها أكثر في السنوات الأخيرة يديرها أرباب عمل من الجاليات المسلمة في أوروبا وما فتئت تسجل أرقام نشاط ومبيعات متصاعدة خصوصا مع اقتحام بعض المصدريين الجزائريين للسوق الأوروبية على غرار مجمع بلاط الذي ينوي أن يفتح مساحات وفضاءات تجارية في العواصم الأوروبية لترويج لمنتوجاته التي أصبحت تستقطب حتى الفرنسيين المسيحيين أنفسهم، وقد لمس هذا الاهتمام خلال كل التظاهرات الاقتصادية التي شارك فيها المجمع في أوروبا على امتداد السنوات الثلاث الماضية .